مستقبل الرجل الصناعي2من اصل2
كما الهواء الذي يتنفسه في حياته البيولوجية . غير أن حقيقة وجوب أن يكون للإ نسان مجتمعاً لا تعني
بالضرورة أن هذا المجتمع موجود ، وليس هناك من أحد يسمي الكتل البشرية المرتعدة والتي تفر مذعورة عند
غرق ال سفينة مجتمعاً»3.
إن وجود الأداء الصناعي جنباً إلى جنب مع التراجع السياسي يمثل عدم تلاؤ م عزاه درَكَر إلى حقي قة أن
القيادات النخبة في بلدان العالم الغربي المتط ورة كانت تقف عند ثقافة مِرْكانتيليّة لم تكونا ذات منه جية قبلُ
صناعية فحسب بل مضادةٍ لل صناعة على وجه الخص وص ف ي روحها. وبما أن هذه القيادات حاولت أن
تعزز المفهوم القديم للرجل الاقصادي وأن تتجاهل الحاجة إلى بنية تحتية جديدة ل دعم المجتمح الصناع ي
الجديد، فإنه اتهمها بالقيادة الغثة إذ كانت تحاول وضع العصي في عجلات التغيير الراسخ من خلال الدفاع عن
الأمر الواق ع. وقد اختص مثل هذه القيادات ال نخبة الوطنية على وجه التحديد بوصف أعيان الأرض في
إنكلترا، وصغار الب ورجوازيين في فرنسا، ومُلاك الأرض البروسيّونث في ألمانيا ومُزارعي جيفرسن
Jefferson فى الولايات المتحدة.
ركز درَكَر من أجل تصوير فرضيته الجدلية على كيفية فشل الدول الق و مية في دمج عوامل الاستمر ار
والتغيير، وهو أمر سوف يطبقه فيما بعد على مؤسسات الأعمال. كان تر كيزه في كتاب مستقبل الر جل
الصناعيThe Future of Industrial Man على ما وجد أنهما المطلبين الضروريين لمجتمع فاعل:
(1) الاعتراف بالشركة الكبيرة ذات الاستق لا ل الذاتي كمؤسسة اجتماعية ممثلة للمجتمع و(2 ) حاجة إدارة
الشركة إل ى تبرير شرعيتها كعضو حكومي.
وقد تطرق بشكل مساير تمام اً لهذا الم طلب من أجل تبرير شرعية التأسيس إلى مو ضوع مسؤ ولية الشركة في
تزويد العامل بالمكانة والوظيفة.