مستقبل الوعي 3من اصل3

مستقبل الوعي

3من اصل3

مستقبل الوعي  3من اصل3
مستقبل الوعي
3من اصل3

لأن الأمر ليس كذلك. ولا يكون علينا تفسير الفرق السحري بين نشاط الدماغ الواعي ونشاط الدماغ غير الواعي؛ إذ ليس هناك فرق. ولا يكون علينا أن نتساءل عن كيفية تطور التجارب الذاتية أو إن كانت لها وظيفة؛ لأنه لا يوجد تيار من التجارب؛ يوجد فقط حدث عابر يؤدي إلى وهم.

في تلك الرؤية، إن الكائنات القادرة على أن يتم تضليلها على هذا النحو هي فقط التي يمكن أن تكون واعية بالطريقة التي يعي بها البشر؛ ربما يعني هذا أن البشر مميزون أو قريبون جدا من تلك المكانة؛ لأنهم الوحيدون الذين لديهم لغة ونظرية للعقل وتصور للذات، وكل العوامل الأخرى التي تساعد على إنشاء هذا الوهم، أما الحيوانات الأخرى، فتعيش حياتها وهي تنشئ عوالم مدركة عابرة وهي تمر في الحياة؛ هي تنشئ تجارب- إذا جاز لنا أن نقول هذا- لكنها ليست تيارات من التجارب التي تحدث لأي منا؛ فهي لا تسأل نفسها أبدا أسئلة صعبة تدخل بها في حيرة شديدة.

لذا، كيف يكون الحال بالفعل عندما نكون مثلهم؟ ربما يكون هناك حال معين عندما نكون أي كيان عابر؛ الأفرع المتشابكة وهي ترتد بسرعة إلى مكانها خلف طائر بعد أن يهبط على مجثمه، وألم العضلات المشدودة لحصان وهو يركض، أو لأرنب وهو

يقفز ليصل إلى مكان آمن، أو شعور الإحاطة بالكامل بحشرة من جانب الخفاش ونظام السونار يرشده في طيرانه. لكن لا توجد إجابة صحيحة لسؤال: “كيف يكون الحال لو كنت خفاشا؟” تماما مثلما لا يوجد هناك حال معين لأن نكون نحن في معظم الوقت؛ فهناك فقط إجابة عندما نسأل السؤال.

هل يمكن لأجهزة الكمبيوتر أن تكون واعية؟ هذا سؤال لغز آخر له تاريخ طويل ومتشعب ومعقد. يرى البعض أن الكائنات البيولوجية فقط هي التي يمكن أن تكون واعية، في حين يدعي آخرون أن الوظائف التي يقوم بها الكمبيوتر هي المهمة، وليس المادة المصنوع منها. في النظرية التي تنظر إلى الوعي على أنه وهم،

m2pack.biz