مستويات المعالجة
3 من أصل 3
يؤيد الكثير من البيانات نموذج مستويات المعالجة. ومع هذا، تعرضت تفاصيل النموذج الأصلي للانتقاد. وتحديداً، أثريت اعتراضات على أساس أن هذا المنهج غير مباشر من الناحية المنطقية في طريقة تفسيره؛ وبالتالي، لو لوحظ أن عملية تشفيرية معينة أو إجراءً معيناً أدى إلى أداء أفضل للذاكرة، فيمكن الذهاب عندئذ – من منطلق إطار«مستويات المعالجة» – إلى أن هذا ناتج عن شكل «أعمق» من المعالجة المعرفية. ولو على النقيض من ذلك – أدت عملية تشفيرية أخرى أو إجراء تشفيري آخر إلى أداء لاحق أضعف للذاكرة، فعندئذٍ – وفقاً لنموذج «مستويات المعالجة» – لا بد أن هذا حدث نتيجة معالجة أكثر «سطحية» في وقت التشفير. لذا فإن محور الاهتمام هو أن إطار «مستويات المعالجة» – بهذه الطريقة يصبح محققاً لذاته وغير قابل للاختبار. المشكلة – في جوهرها – هي كيفية وضع معيار لـ «عمق» و«سطحية» المعالجة يكون منفصلاً عن أداء الذاكرة اللاحق.
لهذا زَعم أن معيار مستوى المعالجة لا يمكن تحديده بمعزل عن أداء الذاكرة الذي ينتجه. مع هذا، أشار فريجوس كريك مؤخراً إلى الطرق الفسيولوجية والعصبية التي تقدم مقياساً مستقلاً لعمق المعالجة. ورغم المشكلات المحتملة لقابلية النموذج للاختبار، فإن منهج «مستويات المعالجة» يلفت الانتباه – بشكل مهم – إلى أمور وظيفية مهمة بما في ذلك: (١) نوع معالجة المواد في وقت التشفير، و(٢) تعقيد المواد خلال التشفير، و(٣) ملائمة المعالجة التي تتم في وقت التشفير (من حيث «الانتقال» إلى مهمة الذاكرة التالية؛ وسوف نتناول هذا الموضوع باستفاضة في الفصل الثالث). وشأن الإطار الذي حدده بارتليت (في الفصل الأول)، فإن التركيز الأساسي لإطار مستويات المعالجة هو أننا «فاعلون نشطون» في عملية التذكر، حيث إن ما نتذكره يعتمد على: (١) العمليات التي ننخرط فيها بأنفسنا عندما نصادف شيئاً أو حدثاً، بالإضافة إلى (٢) خواص الشيء أو الحدث نفسه.
مقطع الكلمة (راجع عنوان «الذاكرة الصريحة والضمنية») Elephant.