مسرح العقل
2من اصل3
يرى دينيت أن هذه الفكرة خاطئة حتما؛ أولا: لا يوجد داخل الدماغ مركز يتطابق مع هذه الفكرة؛ لأن الدماغ ما هو إلا نظام معالجة تفرعي بلا نقاط مركزية، ترد المعلومات إلى الحواس، ثم توزع في كل مكان لأغراض مختلفة. ووسط هذا كله، لا يوجد مكان مركزي أجلس “أنا” فيه وأشاهد العرض بينما تمر الأشياء بالوعي، لا يوجد مكان معين عندما تصل إليه الأفكار والمدركات تصبح واعية، لا يوجد مكان واحد تخرج منه قراراتي. بدلا من ذلك، فإن أجزاء الدماغ المختلفة تؤدي وظائفها ويتواصل بعضها مع بعض متى تطلب الأمر ذلك، دون وجود تحكم مركزي في تلك العملية؛ فما الذي يمكن أن يضارع مسرح الوعي إذن؟
يضيف دينيت أنه من غير المجدي أن نتحول من التفكير في المسرح على أنه مكان فعلي إلى التفكير فيه على أنه عملية موزعة أو شبكة عصبية ممتدة، سيظل المبدأ واحدا وهو مبدأ خاطئ؛ فليس هناك مكان أو عملية أو أي شيء آخر يضارع الجزء الخاص بالوعي من أنشطة الدماغ تاركا كل ما عداه غير واع. ليس هناك منطق في أن المدخلات تجتمع معا لتعرض “في الوعي” كي يرى شخص أو يسمع، ولا يوجد شخص صغير بالداخل يتصرف وفق ما يراه؛ فالدماغ ليس منظما بهذه الطريقة، ولن يعمل لو كان كذلك. علينا أن نفهم كيف لهذا الشعور- أني شخص واع لديه تيار من التجارب- أن يحدث داخل دماغ ليس به مسرح داخلي ولا عروض ولا جمهور.