أصبحت المواطنة الاماراتية سلمى عبيد الجلاف نموذجاً ناجحا للمرأة الخليجية المثابرة الطموحة، بعدما استطاعت إثبات وجودها في ساحة سيدات الأعمال ، من خلال مشروع لتصميم مصوغات ذهبية ذات طابع محلي، تلبي احتياجات الأسر المواطنة بمختلف الأعمار، في ظل افتقار السوق إليها، ورغبة الكثيرين في الحصول عليها.
وقالت سلمى «منذ أيام دراستي في كلية دبي للطالبات، وأنا أحمل الكثير من الأفكار والأحلام لمشروعات اقتصادية مختلفة، إلا أن فكرة عمل مصوغات ذهبية ذات طابع إماراتي بحت، كانت الأكثر إلحاحاً بين كثير من الأفكار الأخرى، خصوصاً أن السوق متعطشة لمثل هذه النوعية من المنتجات»، وأصافت «بعد تخرجي في الجامعة التحقت بالعمل لدى إحدى المؤسسات الحكومية في دبي، فضلاً عن مهامي زوجةً وربة منزل، إلا أنني وجدت كثيراً من وقت الفراغ الذي يمكن استغلاله، ومن ثم جاءت الفرصة لإحياء فكرة المشروع من جديد، والعمل على ترجمتها على أرض الواقع».
وأوضحت سلمى «قمت بدراسة احتياجات السوق والتعرف إلى رغبات وميول المواطنين، ومن ثم بدأت في عمل تصميمات مختلفة لمشغولات من الذهب الخالص والألماس، من دون أية زوائد أخرى، وتقديمها إلى إحدى ورش صناعة الذهب، لصياغتها وفق المواصفات المحددة»، وأكدت أنها ترددت كثيراً قبل خوض غمار التجربة خوفاً من الفشل، والتعرض لخسائر مادية، إلا أن رغبتها في تنفيذ المشروع كانت دافعاً قوياً للبدء فيه، وكذلك تحقيق نجاح ملموس يوماً بعد يوم.
ولفتت إلى أن أولى طرق عرض منتجاتها وبيعها جاءت من خلال القيام بعمل حملة ترويجية لمصوغاتها عبر الهاتف المتحرك «بلاك بيري» بتصوير منتجاتها وإرسالها إلى الأصدقاء ليتم تداولها على نطاق أوسع، الأمر الذي أوجد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنات عليها، واسقطب الكثير من الطلبات، الأمر الذي عزز حاجتها إلى جهة داعمة لمشروعها لتطبيقه على نطاق أوسع تلبية لكل الطلبات على منتجاتها، التي تحتاج إلى رأس مال ضخم، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الذهب عالمياً.
وأشارت سلمى إلى أن دعوتها لعرض منتجاتها ضمن مشروعات خريجات كلية دبي للطالبات، الذي أقيم أخيراً في جناح خاص في القرية العالمية، أسهم إلى حد كبير في زيادة الطلب على منتجاتها، وتشجيعها في الاستمرار والسعي إلى تنمية المشروع ليكون في النهاية رمزاً لصناعة محلية إماراتية، تمثل الدولة محلياً وكذلك في المحافل العالمية.
العمل الخاص
أكدت سلمى الجلاف أن مصوغاتها تلبي رغبات وأذواق المواطنات، بدءاً من سن الطفولة وحتى مراحل العمر المتقدمة، وتجسد المناسبات الاجتماعية والوطنية المختلفة، لتكون رمزاً تراثياً محلياً وسط كثير من المنتجات التي أغرقت السوق بنماذج وتصاميم غريبة عن المجتمع. وذكرت أن كل الأفكار الاقتصادية التي تولد في أذهان المواطنات، تحتاج إلى مجازفة في تطبيقها، داعية إياهن إلى خوض غمار العمل الخاص، والسعي إلى ترجمة كل الأفكار الإبداعية التي تجول بخاطرهم إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، بشيء من العزيمة والإصرار، لافتة إلى أن النجاح أمر سهل الوصول إليه متى رغبن.