مصر تطلق مبادرة “حماية التراث” من المتحف الأكبر للتراث الإسلامي
شهد متحف الفن الإسلامي في القاهرة، مساء الأربعاء، انطلاق مبادرة “متحدون مع التراث”، والتي نظمتها وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع منظمة “اليونسكو” للثقافة والعلوم، وبحضور وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، ومشاركة مدير عام المنظمة ايرينا بوكوفا .
وأكد الدماطي، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر، أن اختيار متحف الفن الإسلامي لانطلاق الحملة الدولية، “يعد خير دليل على أن مصر لم ولن تستسلم أمام المحاولات الإرهابية الغاشمة للنيل من تراثها وحضارتها”، لافتاً إلى أنه جاري إعادة تأهيل وترميم المتحف بعد تأثره جراء التفجيرات، التي وقعت في يناير/كانون ثاني من العام الماضي، والتي استهدفت مديرية أمن القاهرة، التي تقع بالقرب من متحف الفن الإسلامي، الذي يعتبر الأكبر على مستوى العالم.
وأشاد الدماطي بالدور الكبير الذي تلعبه منظمة اليونسكو وغيرها من الدول الأجنبية للحفاظ على التراث والموروثات الثقافية، لافتاً إلى أن منظمة اليونسكو كانت قد منحت مصر مبلغ 100 ألف دولار للمساهمة في إعادة تأهيل المتحف، بالإضافة إلى مساهمة إيطاليا بمبلغ800 ألف يورو، والإمارات التي تقوم بترميم المتحف من الداخل، وكذلك ألمانيا، بالإضافة إلى مركز البحوث الأمريكي وعدد من المتاحف من بينها متحف “المتروبوليتان” في مدينة نيويورك، والذين ساهموا أيضاً بالدعم الفني لترميم المتحف.
ومن جهتها، أعربت بوكوفا، في حديث ل”سبوتنيك”، عن سعادتها بمشاركتها في هذه الحملة، والتي أقيمت من قبل في بغداد، لافتة إلى أن انطلاقها من مصر، اليوم، بحضور العديد من الشباب من مختلف المحافظات، ما يؤكد على قدرة المصريين على حماية تراثهم وممتلكاتهم الثقافية.
وأشارت إلى أهمية متحف الفن الإسلامي، والذي يعد صرحاً حضاريا يحوى العديد من المقتنيات الأثرية من مختلف عصور الحضارة الإسلامية، لافتة إلى أنها “تشعر أثناء تواجدها بالمتحف اليوم، وكأنها بمركز اليونسكو”.
وأضافت مدير عام اليونسكو، بأنه “يجب العمل على حماية التراث الحضاري والثقافي للمجتمعات من خطر التطرف والإرهاب”، مشيرة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2199، الذي اقترحت روسيا مشروع قراره، بهدف تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
وأشارت إلى أن قرار مجلس الأمن عبّر عن القلق من حصول “كيانات” ومؤسسات وجماعات على إيرادات مالية جراء تهريب التراث الثقافي، مشيرةً إلى ارتفاع عمليات تهريب الآثار في العالم في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المناطق الغنية بالتراث الحضاري والثقافي، مضيفة أن تهريب الآثار الذي يقدر بالمليارات من الدولارات مرتبط بالفساد.