“
كانت في مجال المباني السكنية، لكنه في الفترة اللاحقة صمم عدداً كبيراً من المباني العامة في مختلف دول العالم،
العشرينات. فقد جاء تصميم الكنيسة بشكل نحتي متميز بفراغاته المعقدة وسقفه المقلوب إلى أسفل، وفتحاته الجدارية المتناثرة بشكل حر ضمن جدران سميكة متفاوتة العرض من أسفل إلى أعلى توحي بأقصى حد من المتانة والصلابة في تضاد تام مع مبادئ الإنشاء الهيكلي الخرساني الذي نادى به في أعماله الأولى، ولم يكن من السهل تبرير لجوء لو كوربوزييه إلى تصميمات ذات طابع شاعري رومانسي، خاصة في ضوء أفكاره السابقة للمباني سابقة التجهيز والتشبه بالآلة. لكن مما لا شك فيه أن ذلك التصميم قدم دليلاً على قدرته الفائقة على إعادة قراءة المكان والحدث وتقديم رؤية متجددة للتصميم المعماري.
وقد كان من آخر أعمال لو كوربوزييه ضمن القائمة نفسها هو تصميم دير لاتوريت بالقرب من ليون بفرنسا عام 1953_ 1959. لم يكن هذا ديراً عادياً، بل كان أقرب إلى مركز بحثي وتعليمي وقد كانت قطعة الأرض موقع المشروع ذات انحدار كبير جعله يلجأ إلى حل يعتمد على الدخول من المنطقة المرتفعة في الموقع، في حين يمتد المشروع بشكل حرف (( U )) فوق الانحدار لكن دون أن يلامس الأرض في كل المناطق، مما ساهم في تقليل الكثير من كاليف المشروع بالاستغناء عن عمل أساسات ضخمة لكافة الأجزاء.
وقد لخص لو كوربوزييه مبادئ العمارة الحديثة لديه في خمس نقاط أساسية أولها (( المسقط الحر )) فينتج لدينا مبنى متعدد الطوابق ذو مساقط أفقية غير متكررة، وثانياُ (( الواجهات الحرة )) وفيها يمكن وضع الحوائط