مفاهيم لا يعرفها الأطفال
هناك الكثير من المفاهيم التي نعرفها ونعيشها يوميًا، ولكنها وعلى بساطتها غير مستساغة بالنسبة للأطفال بعد، ومن أهم هذه المفاهيم الصبر؛ فعادة عندما يريد الأطفال شيئًا، فإنهم يريدون الحصول عليه على الفور، وإذا لم يحصلوا عليه، فإنهم قد يتصرفون بشكل عصبي أو غاضب حتى يحققوا مرادهم. في هذه الحالة، أسوأ تصرف هو أن تمنحيه ما يرغب به، بل يتعين عليكِ في المقابل أن تعلميه فضيلة الصبر، وذلك عن طريق:
أولًا: دربي طفلكِ على الانتظار، لن يتعلم صغيركِ الصبر إلا إذا اختبر مرارة الانتظار. فعليكِ إذًا، على سبيل المثال، عدم تقديم الحلوى التي يحبها على الفور، بل اتركيه ينتظر قليلًا قبل أن تقدميها له.
ثانيًا: عادة ما يعجز الأطفال عن التعبير عن مشاعرهم، وخاصة إذا لم ترق لهم، لذا يمكنكِ مساعدة طفلكِ على تحديد ماهية مشاعره والثناء عليها في حالة الصبر، مثلًا “أنا فخورة بصغيري لأنه يتحلى بالصبر.. أعلم أن الأمر ليس سهلًا ولكنك رائع كالعادة.”
ثالثًا: شجعي طفلكِ على الانخراط في أنشطة تعلمه الصبر، مثل تلك الألعاب التي تتطلب مزيدًا من المجهود والوقت، كألعاب البناء والتركيب وألعاب الألغاز وغيرها.
وبجانب الصبر، هناك مفاهيم أخرى لا بد أن تزرعيها في صغيركِ، ومنها تفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، فعادة ما يعتقد الأطفال إنهم محور العالم، ويرفضون مشاركة الآخرين أو التعاطف معهم، ففي التجمعات العائلية على سبيل المثال كثيرًا ما ستجدين طفلكِ يبكي وينهار إذا استخدم طفل آخر لعبته أو حتى حذاءه. وعادة ما تخشى الأمهات أن يكبر ابنها ويصبح إنسانًا أنانيًا لا يفكر إلا في ذاته، ويمكنكِ غرز مثل هذه المفاهيم عن طريق:
أولًا: الثناء هو الكلمة الذهبية لتشجيع طفلكِ على أي تصرف إيجابي، فإذا أبدى طفلكِ أي تصرف إيجابي ينم عن التفهم والمشاركة، فاثني عليه في الحال، مثلًا إذا علمت إنه اقتسم قطعة الحلوى أو وجبته مع صديقه، أو حتى في بعض التصرفات العفوية البريئة للأطفال في السن الصغيرة؛ عندما يحتضن لعبته أو يغطيها في الطقس البارد، احرصي على ألا تمر هذه اللحظات دون أن تشجعيه وتثني على حسن تصرفه.
ثانيًا: نظرًا لأن الأطفال لا يفهمون هذه المفاهيم، يمكنكِ مساعدة طفلكِ على اتباعها باستخدام أسلوب الأسئلة بدلًا من أن تملي عليه كلامًا مرسلًا، على سبيل المثال، إذا قال لكِ إنه قد شارك قطعة الحلوى مع صديقه، اسأليه “ترى ماذا كان شعوره عندما فعلت ذلك؟”