مفتاح شخصيته6من اصل13

مفتاح شخصيته6من اصل13

مفتاح شخصيته6من اصل13
مفتاح شخصيته6من اصل13

ويكون مطبوعًا على أن يطيع ولا يكون مطبوعًا على أن يطاع، وإذا جاءته طاعة المطيعين له فانما تجيئه من سلطة النظام وحكم الشرع وغلبة العادات، لأن الشجاعة مثلًا لا تلازم الهيبة في كل حال. فقد يكون الشجاع مهيبًا ويكون غير مهيب، بل يكون أحيانًا ممن تقتحمهم الأنظار ويجترئ عليهم المستخفون.

أما عمر بن الخطاب فقد كانت له “طبيعة الجندي” ظاهرة باطنة، تبادر القلوب كما تبادر الأنظار، وتلازمه كأنها عضو من أعضائه. فما يجترئ عليه مجترئ إلا أن يطمعه هو، ويسهو عن نفسه لحظة ليغريه بالاجتراء..

وهي في موقف الأمر تخيف من لا يخاف ويجفل منها من يحتمي بجاه أو كبرياء. شكا اليه رجل من بني مخزوم ابا سفيان لظلمه إياه في حد كان بينهما. فدعا بأبي سفيان والمخزومي وذهبوا الى المكان الذي تنازعاه. ونظر عمر فعرف صدق الشكوى ونادى بأبي سفيان: خذ يا أبا سفيان هذا الحجر من هنا فضعه هنا.. فأبى وتردد، فعلاه بالدرة وهو يقول: خذه فضعه ها هنا فانك ما علمت قديم الظلم. فأخذ أبو سفيان الحجر ووضعه حيث قال.. ولو غير عمر أمره هذا الأمر لا ستكبر أن يطيع أو شنها عليه شعواء لا تؤمن جريرتها.

كان يومًا في مجلس عمر ورياد بن سمية يتكلم وهو يومئذ شاب. فأحسن كعادته في مجال الخطابة والمشورة. فأعجب به عمر وهتف به: لله هذا الغلام!.. لو كان قرشيًا لساق العرب بعصاه.

وكان علي بن أبي طالب إلى جانب أبي سفيان، فمال اليه هذا وهمس في أذنه كلامًا فحواه أنه يعرف من أبو ذلك الغلام من قريش. قال علي: فمن؟. قال: أنا.. قال: فما يمنعك من استلحاقه؟.. فهمس له: أخاف هذا الجالس أن يخرق علي اهابي!

وخليق بمثل هذا الرجل ألا يكون له شعار غير شعار الجند حيث كانوا: الأمر هو الأمر والطاعة هي الطاعة.

وخليق بالناس أن يفهموا ذلك عنه بغير بيان، لا سيما إذا فهموا قبل ذلك أنه متى وجبت الطاعة كان هو أول من يطيع.

 

m2pack.biz