مفهوم التسويق 3من اصل8
فما يراه الأول تكون له أهمية ثانوية لأنه لا يوجد زبون يدرك أنه يشتري دائماً كل ما يقدمه المنتج أو
المورد » . والزبون لا يقوم أبدا ً بشراء منتج بل يشتري قناعة ، وبالاختصار ، ليس المهم ما يطرحه المنتج
بل ما يستخلصه المستهلك من المنتج أو الخدمة .
يطرح دركر أيضاً أن الجودة لم تكن الشيء الصعب الذي يجب تصنيعه ؛ فالفشل في تقديمها هو مجرد قلة
كفاءة ، ولكن المنفعة هي التي يريد الزبون أن يدفع ثمنها ، وجودة المنتج الذي يقوم على التكنولوجيا مثلاً لا
تمثل اختبار اً حقيقي اً للجودة ، إذ ليس المطلوب أن يعمل المنتج فقط بل أن يعمل بصورة اقتصادية أيضا ً .
التمييز بين المبيعات والتسويق . كان موضوع الخطأ في المساواة بين المبيعات والتسويق هو الأمر الذي لم
يغب عن جميع كتابات درگر في التسويق . كان أحد مصادر القوة في مفهوم التسويق أنه ساعد في الكشف
عن هذا الوهم . قد يكون موقف رجال الأعمال الأمريكيين على سبيل المثال أن دائرة المبيعات سوف تبيع كل
ماينتجه المصنع ” وبالمقابل فإن مفهوم التسويق يؤكد على إنتاج ما يحتاجه السوق ” .
في بيان الفرق بين مكونات التسويق وبين مكونات المبيعات قدم درگر فرضية هي أن إنجاز
التسويق کاملاً يمحو الحاجة إلى البيع : « البيع والتسويق هما في الحقيقة متضادان أكثر منهما
مترادفان أو حتى متكاملان ، ويمكن للمرء أن يفترض أن وجود حاجة إلى شيء من البيع أمر
تدعو إليه الحاجة بشكل دائم ، ولكن هدف التسويق هو جعل المبيعات أمراً غير ضروري ،
وهدفه كذلك معرفة وفهم الزبون بدرجة جيدة جداً بحيث يناسبه المنتج أو تناسبه الخدمة فيبيع
المنتج نفسه بنفسه أو تبيع الخدمة نفسها بنفسها . يجب أن يؤدي التسويق في الحالة المثالية إلى
زبون مستعد للشراء ، وكل ما تدعو إليه الحاجة حينئذ هو وضع المنتج أو الخدمة في متناول
الي د،