مفهوم الشعرية عند تودوروف
كان من أعظم الإسهامات التي قدَّمها تودوروف في الأدب إنشاء نظريّة جديدة في الأدب طَرَحَها في أكثر من كتاب، وبالتحديد كانت أكثر وضوحًا في كاتب مدخل إلى الأدب العجائبي [٢]، وفي الحديث عن مفهوم الشعرية عند تودوروف لا بدَّ من القول بأنَّ مفهوم الشعرية عنده مجموعةٌ من القوانين العامة والخصائص التي تحدِّدُ أدبية نصٍّ ما، وبالتالي فإنَّ المَهمّة الرئيسة لتلك القوانين والخصائص هي كشف الخصائص التي تميِّز الخطاب الأدبيِّ وليس مَهمتها الخطاب أو العمل الأدبي بذاته، وقد أكَّد تزفيتان تودوروف كثيرًا أنَّ الشعريّة عنده كنظرية أدبيّة لا تعمل على أنْ تَفرض نفسها كعلم مستقلّ بحدِّ ذاته، ومع ذلك فقد بدا طموح تلك النظرية العلمي جليًّا، ويرى تودوروف أنَّ مفهوم الشعرية يرتبط بمختلف أشكال الأدب من نثر أو شعر، ويهتم ببنية الأدب، ولا تعمل الشعرية بمعزل عن بقية العلوم بل تستعين بها وتتقاطع معها، ويحمل مفهوم الشعرية عند تودوروف غموضًا والتباسًا وخلطًا وهذا ما أكَّده أغلب النقَّاد، وقد اعتُبر كتاب الشعرية لتودوروف ممثلًا لمفهوم الشعرية بجانبها البنيوي، وبذلك استطاع تودوروف أن يحتلَّ من خلال هذا الكتاب مكانًا مرموقًا بين صفوف منظري علم الأدب الشعري أو الشعريين كما كان يُطلق عليهم.[٣]