مفهوم تنظيم الأسرة

تتباهي الشعوب قديمًا بكثرة النسل، ويا حبّذا لو كان أكثرهم من الذكور، فهم عزوة وسند لوالديهم، وأيدٍ عاملة في الحقول والرعي، وبيع المنتجات المنزليّة، فما إن يبلغ الطفل سن الثانية عشرة ذكرًا كان أو أنثى حتى يصبح فردًا منتجًًا، ويشارك في تكوين دخل الأسرة، ومع التقدّم الزمني وما واكبه من وعي اتجاه التعليم وزيادة الإقبال على الدراسات الجامعيّة والعليا، إلى جانب الصعوبات الاقتصاديّة أصبح من غير الممكن أن يُفتح المجال أمام الوالدين من أجل الإنجاب، إذ أصبح من الصعب توفير متطلّبات الحياة الأساسيّة للأطفال، بالإضافة إلى توفير مستوى كريم من الرفاهية الذي يعتبر ضروريًا لنمو الطفل العقلي والجسمي والنفسي نموًا سليمًا وصحّيًا، فبدأ يظهر مفهوم تنظيم النسل، الذي هو بالمناسبة ليس دخيلاً على الثقافة الإسلامية، ويستدل على ذلك من الآية التي تحدّد فترة حمل ورضاعة الأطفال بعامين على الأقل، أي مباعدة الفترة الزمنيّة بين الأحمال لما يعود بالفائدة على الطفل والوالدين والمجتمع عمومًا.