حتى أضحى الجرافيتي “تهمة عسكرية”، ففي واقعة اعتقال “علي الحلبي” على يد قوات الأمن المصري، أثناء قيامه برسم جرافيتي على حائط “جمعية الوفاء والأمل” بمدينة نصر، للتوعية الانتخابية، والتحذير من ترشيح فلول الحزب الوطني، ضمن حملة “الدائرة السوداء- امسك فلول” فقد حول للنيابة العسكرية، وبالفعل صدر حكم عسكري ضده! مما أدى لظهور العديد من الجرافيتي ضد محاكمة المدنيين عسكرياً، مثل محاكمة علاء عبد الفتاح، وأحمد دومة وغيرهم.
حتى مع ظهور الأزمات اليومية، مثل أزمة أنابيب البوتاجاز، ودعوات وضع حد أدنى وحد أقصى للأجور، ظهر جرافيتي يعبر عن هذه المطالب.
قام بعض النشطاء بالدعوة لحملة جرافيتي “مافيش جدران” لمقاومة الجدران التي أقامتها السلطة العسكرية في مصر، لرسم شوارع مفتوحة على الجدران الأسمنتية السبعة في وسط البلد. “شوارع محمد محمود، والقصر العيني، والشيخ ريحان، ويوسف الجندي، والفلكي، ومنصور، وفهمي، ونوبار” بعد أحداث وزارة الداخلية ومجلس الوزراء. وكان الداعون لفكرة مافيش جدران قد قالوا: “أننا لم نقم بثورة كي نعيش في وسط جدران تتحامى فيها السلطة وتشل حركتنا وتشعرنا أننا في سجن”.
وما زال الفن يقاوم… فإما أن تقبل وجوده أو تتوقع المقاومة.
آه .. ما أقسى الجدار
عندما ينهض في وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر..
كي ننقب ثغرة
ليمر النور للأجيال.. مرة!
…
ربما لو لم يكن هذا الجدار..
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق!!
“أمل دنقل”