مقدمة عن موقع الأنوثة 2من اصل2

مقدمة عن موقع الأنوثة

2من اصل2

مقدمة عن موقع الأنوثة  2من اصل2
مقدمة عن موقع الأنوثة
2من اصل2

فالمواضيع التي تدخل في ملكيته، لا يمكن الحفاظ عليها إلا في قمع الرغبة لها. فهيب ما دامت في إطار الحاجة والطلب، تبقى مرتهنة به، ملتزمة في الانصياع لرغبته وتلبية أوامره؛ ولكن إذا ما حصل أن رغبت، فإن ذلك سيشكل خطرًا لا مفر منه، لأن احتمال تحول موضوع الرغبة إلى شخص غيره، يضعه في موقع خطر، لأنه يحبط كل الاحتياطات التي مارسها طيلة الأجيال لكي يحول دون رغبة المرأة، ويحصر وجودها فقط بالتزامه به عبر الطلب والحاجة فقط. فقفص الحريم الذهبي في العهد العثماني، والعباسي، وغيرهما، هو خير دليل على الملكية. حيث كانت الامرأة موضع تبادل امتلاكي، تغرق في كل مباهج الحياة شرط أن تبقى في هذا القفص الذهبي، أي تمتنع عن التعبير عن حرية رغبتها(*).

وخوف الرجل من استقلال رغبة المرأة عن رغبته، جعله يسقط عليها كل الأخطار الناجمة من هكذا موقع: فهي المسؤولة عن خروجه من الجنة، في المفهوم الديني؛ وهي المسؤولة عن انتشار الأمراض في الأساطير اليونانية (صندوق بندور)؛ وهي المسؤولة عن شرف العائلة إذا ما تلطخ بسبب انزلاقها، حسب التقاليد والعادات الشرقية، وهكذا فكل هذه المواقف تشير إلى أن الرجل يعاني من خطر داهم يتمحور حول رغبة المرأة وموضوعها.

ونسير في المناسبة إلى تناقض ظاهر في موقف الرجل في هذا الموضوع: فالمرأة بصورة عامة إن كانت زوجة، أم عشيقة (أي تدخل في إطار موضوع جنسي) تختلف تمامًا عن المرأة المتمثلة في الأم، حيث ينصاع الابن لها ولرغبتها بدرجات متفاوتة –إلى حد التقديس- فالسلطان العثماني مثلًا كان يخضع قصر الحريم إلى مراقبة شديدة، لدرجة أنه كان يضع بين الامرأة والامرأة مخصيًّا، كي يحول دون بزوغ أي رغبة جنسية سحاقية بينهن: ويخضع حاشيته وآلته الحاكمة إلى نظام مراقبة كي تبقى كل موارد البلد تصب في قصره، ولحساب ملذاته الخاصة، ووزع العيون المراقبة في كل مكان كي لا يفلت من إرادته أي مسؤول أو متمرد.

(*) خطر رغبة المرأة على الرجل أنه لا يستطيع أن يضمن امتلاكها.

m2pack.biz