منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2013
حذر وزير الإعلام والثقافة الدكتور عبد العزيز خوجة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإشاعة الفرقة والتشتت والتعرض لأعراض الناس بالسب والقدح.
وأضاف في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن الهزاع خلال منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2013، الذي نظمته غرفة الشرقية مؤخراً بالتعاون مع اتحاد غرف التعاون الخليجي أنّ الكلمة أمانة، مشيراً إلى أنّ الإنسان أصبح بإمكانه عبر تطبيقات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي (توتير – فيس بوك – يو تيوب) إيجاد وسائل أخرى للتواصل أُطلق عليه مصطلح الإعلام الجديد، مطالباً بضرورة أن تكون العلامة تكاملية في عصر الإعلام الجديد والثورة الهائلة في تقنية المعلومات والاتصالات، وإن كان هناك من اختلاف غير مقصود فمن المؤمل أن يصب أولاً وأخيراً في مصلحة المستهلك “المتلقي”.
وذكر أنّ دول مجلس التعاون تمكنت من تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية بنجاح، وربما بأضرار مقبولة اقتصادياً في بعض دول المجلس؛ حيث أثبتت الأزمة الاقتصادية بأنّ الاقتصاد الخليجي يستند في قوته على ركائز متينة يعززها تطابق سياسي وثقافي واجتماعي. مشيراً إلى أنّ متانة الاقتصاد السعودي أهله لأن يكون عضواً في منتدى مجموعة العشرين الذي أسس عام 1999م، كما أكد أنّ منطقة الخليج مؤهلة بكل المعايير لأن تكون قوة فاعلة ومنافسة في اقتصاد العالم، وقال:” إنّ العلاقة بين أطراف المشهد التنموي من وزارات ومؤسسات وهيئات حكومية بين وسائل الإعلام هي علاقة تكاملية وتعاون لا علاقة تنافر وتناحر”.
وفيما يتعلق بدور هيئة الإذاعة والتلفزيون أوضح بأنّ الهيئة أصبحت مستقلة تماماً عن وزارة الإعلام والثقافة، فالعلاقة القائمة حالياً تكون مع وزير الإعلام والثقافة باعتباره رئيس مجلس الإدارة؛ حيث يعقد اجتماع كل 4 أشهر يتم خلاله مناقشة المستجدات، ووضع البرامج التي تسهم في النهوض بالهيئة، مؤكداً على وجود منهجية متكاملة للهيئة تتسم بالمرونة المالية والإدارية. وأضاف بأنّ الدولة خصصت 1,6 مليار ريال كميزانية للعام الجاري، كاشفاً النقاب عن وجود طلبات بزيادة عدد القنوات سواء قنوات شبابية أو درامية. من جانبه قال رئيس غرفة الشرقية عبد الرحمن الراشد:” إنّ مشاركة الإعلام الاقتصادي في صناعة الحدث الاقتصادي وصياغته، باتت ضرورة لموقف أكثر التزاماً إزاء المستقبل، وأنّ تطوير العمل بالغرف التجارية الصناعية الخليجية قد يتوقف إلى حد كبير على تطوير منظومتها الإعلامية باعتبارها إحدى الروافع المهمة للأداء الاقتصادي، ومن ثمّ للنمو الاقتصادي في دول التعاون”.
وفي الجلسة الأولى دعا الدكتور عبد العزيز العويشق الأمين المساعد لمجلس التعاون الخليجي لشؤون المفاوضات والحوار الإستراتيجي إلى إيجاد ميثاق مهنة للصحافة والإعلام بشكل عام، مشدداً على ضرورة قيام الجامعات بالمشاركة في وضع الميثاق.
فيما دعا الدكتور إحسان بو حليقة لدمقرطة وسائل الاتصال الحديثة من خلال إتاحة المحتوى والمعلومة للجميع.
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان (تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية)، وأدارها الإعلامي إدريس الدريس تحدث رئيس مجلس إدارة غرفة الإحساء صالح بن حسن العفالق عن (آفاق تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية) وقال:” إنّ أهمية الإعلام تبرز فيما يقوم به من رصد ومتابعة للمخطط التنموي وتفعيل الوعي الفردي في المشاركة المجتمعية التنموية، والتصدي للظواهر السلبية وأوجه الفساد”.
وعن (التغيرات الاقتصادية وتحديات الإعلام الاقتصادي الخليجي) تحدث الدكتور محمد العسومي قائلاً: “يواجه الإعلام الخليجي وبالأخص الاقتصادي منه تحديات عديدة منها: (المهنية) فهناك قصور مهني كبير بين ما هو اقتصادي وما هو إعلامي، وذلك ضمن العلاقة بين الاقتصاد والإعلام في منطقة الخليج، ما يخلق إشكالات عديدة مع المتعاملين مع الإعلام الاقتصادي الخليجي”. وأضاف بأنّ هناك حالة انعدام للثقة المتبادلة بين المؤسسات الاقتصادية ووسائل الإعلام والتي يشوبها الحذر. ولتذليل هذه التحديات يرى العسومي تعزيز المهنية في الإعلام الاقتصادي الخليجي ما سيكسبه المزيد من الثقة والمصداقية، وذلك من خلال التأهيل.
وتحت عنوان (الإعلام والتخطيط الإستراتيجي للتنمية.. الرؤية الإستراتيجية لدولة الكويت كنموذج) تحدث رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية الدكتور سامي محمد خالد الفرج بأنّ هناك إمكانية لأن تكون الكويت منطقة رابطة بين المشروعات الاقتصادية في كل الجزيرة العربية وحوض الرافدين وإيران بعضها ببعض في “منطقة شمال الخليجط، بحيث تيسر انتقال الأموال والسلع والخدمات والأشخاص، وتحقق الاستقرار في المنطقة.. مضيفاً بأنّ الإعلام من أبرز الداعمين والمساهمين في صناعة القرار.
وتحدث رئيس تحرير جريدة (اليوم السعودية) محمد الوعيل عن “أدوات تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية” ذاكراً أنّ الصحافة السعودية لم تعرف الصحافي المتخصص طوال مشوارها إلا في مجال الثقافة والأدب والرياضة، بل اعتمدت وبشكل كبير على الصحفي الشامل.. ولذلك فقد اعتمدت الصحف على محللين وعلى كتاب دون مراعاة للمهنية. ودعا الوعيل إلى إنشاء صندوق مشترك ما بين الصحف والغرف التجارية ينبني عليه برنامج مدروس لتطوير مهارات الصحافيين الاقتصاديين الحاليين.
وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان “الإعلام الجديد: الصراع مع الإعلام المطبوع” قال عثمان العمير ناشر صحيفة إيلاف إنه من الصعب متابعة أخبار العالم من دون متابعة برامج التواصل الاجتماعي؛ لأنها تصنع الخبر. وحول صراع الإعلام الجديد قال: لا يوجد صراع فالصراع محسوم لصالح الإعلام الجديد لأنّ الصحف أصبحت تحذو حذوها.
واختلف معه قينان الغامدي الإعلامي والكاتب الصحافي بأنه لا يوجد إعلام قديم وحديث ولكن الجديد يكمن في الوسيلة. مضيفاً أنه لا توجد وسيلة حديثة تظهر وتلغي ما قبلها.
وتحت عنوان (محتوى الإعلام الاجتماعي مقابل الإعلام التقليدي) دعا القطري عمار محمد في تقنيات وشبكات التواصل الاجتماعي ومدون إلى تحديد أهداف واضحة من النشر عبر الإنترنت، ومن ثم رسم الخطط لتحقيق هذه الأهداف وفق خطط زمنية بحيث يعطى للتجربة مداها الزمني اللازم حتى تترسخ تقاليد معرفية واستهلاكية جديدة في أذهان الأجيال الجديدة تجاه الصحافة الإلكترونية.
وأضاف بأنه ونظراً لأهمية العنصر البشري في ترسيخ مفهوم الصحافة الإلكترونية وتقديم صحف إلكترونية منافسة عبر فضاء الإنترنت المفتوح فمن المهم تأهيل الكوادر البشرية عن طريق: دعم أقسام الإعلام في الجامعات السعودية بتمويل كراسي برامج تدريس مخصصة للصحف الإلكترونية.. وتقديم منح دراسية في الداخل والخارج للمتميزين من طلاب الإعلام.
في الختام كرم الهزاع المشاركين في المنتدى بدروع تذكارية، كما شهد المنتدى حضور عدد من سيدات الأعمال من البحرين والسعودية.