من أخطاء الشجار أن المشكلة ليست كما يُقال
أتعلم لماذا أنت تتشاجر! أتستطيع أن تضع لي سبب واحد فقط لماذا أنت غاضب! إن استطعت أن تجاوب لي هذا السؤال فلا تشغل بالك بتلك النقطة. أما إن كنت تنوي في إجابتك أن ترص لي قائمة عريضة من الأسباب فأنت لا تتشاجر بل أنت تنتقم. يجب أن تعي هذا الفرق جيداً بين السبب الرئيسي لغضبك الآن، وغضبك من التراكمات بداخلك من عدة أسباب مضت لم تنتهي. أما أنك لا تدرك أصلاً لماذا أنت غاضب وتشعر بحاجة إلى الصراخ من كثرة الهموم والمشاكل والمسئوليات الصعبة سواء بالعمل أو بالمنزل، وتريد أن تفجر غضبك في الشخص الوحيد المتاح أمامك.
من أغرب أخطاء الشجار هي أنك لا تدرك سبب مشكلتك، وإن صمت قليلاً وفكرت ستضحك على نفسك أو تمضي وأنت لا تعرف ما الذي كنت تريد قوله. قد يكون سبب المشكلة في الظاهر يبدو مقنعًا لعقلك، ولكنك لو كنت في حالتك الطبيعية فلن تتكون مشكلة من الأساس. قد لا يكون شريك حياتك هو الموجه إليه اللوم أبداً، بل هو رئيسك في العمل أو أباك وأمك أو أطفالك، وأنت فقط لن تستطيع إخراج هذا الغضب إلا في وجهه هو. في الحقيقة يجب على الشريك الأخر في هذا الوقت أن يتصرف بحكمة، لأن الأخر غير عاقل أبداً. يجب أن تمتص كل الغضب والتعب ليخرج منه فيهدأ، وحين يفعل تكلم معه بهدوء وافهم الحقيقة وساعده وستكون أنت البطل في عيون الأخر لأنك تحملته. أما إن كانت المشكلة متفاقمة وهناك أسباب كثيرة، سيكون عليك أن تجلس مع شريك حياتك فترة طويلة لتجعل يوماً كاملاً فقط للعتاب بكل ما في قلبك، حتى تخرجه كله وتعود الصفحة بيضاء من جديد. أو تستخدم أسلوب الرسالة الذي تكلمنا عنه قبلاً لأنك بذلك تستطيع أن تخرج كل ما في قلبك لتفكر أنت أولاً في كلامك أيضاً. وقد تجد بالنهاية أنك تقطع ورقة الرسالة لأنك أدركت ببساطة أنك لم تكن توجه كلامك إلى شريك حياتك بل إلى شخصاً أخر مختلف تماماً، ووقتها إذًا لا مشكلة إلا في أنك لم تفهم نفسك وهذا وارد جدًا.