من السنة الأولى إلى الثانية وما بعدها
2من اصل3
وبحلول العام الرابع يهتم الطفل نفسه بالتظاهر بإقامة حفل شاي مع زميل اللعب.
قد تظل رؤية الطفل الصغير للعالم الاجتماعي متركِّزة حول ذاته بحيث لا يتيسر له إدراك رؤى الآخرين أو وجهات نظرهم. ولكن على الرغم من وجود بعض هذه القيود، فإن الأطفال الصغار يُنمُّون هذه المهارة. على سبيل المثال، سيتحدَّث الطفل الذي يبلغ من العمر أربع سنوات مع الطفل الرضيع بطريقة تختلف عن حديثه مع طفل آخر في نفس عمره. ويُظهر لنا هذا النوعُ من السلوك أن الطفل في هذه السن لديه قدرةٌ ما على التحول بين المواقف الاجتماعية المختلفة. وتكون لديه رؤية يُدرِك من خلالها ضرورةَ أن يتغيَّر مثلما يتغير الناس في بيئته.
يتحسَّن التآزر الحركي لدى الطفل الذي يتراوح عمره من عامين لأربعة أعوام؛ حيث يكون الركضُ عادةً نمطَ الحركة المفضَّل له. ومن الناحية المادية، يصبح البيتُ بأكمله والأفنيةُ بيئاتٍ للاستكشاف المعرفي. يعني التآزر الحركي لليدين أن بمقدوره ارتداء ملابسه بنفسه مع قليل من المساعدة في البداية؛ حيث إنه يطور المزيد من المهارة بوصوله للعام الرابع. وعلى الأرجح تتحوَّل كل الأشياء الواقعة في بيئته إلى فرص تعليمية أخرى للطفل. يمكن أن يدير الطفلُ العجلاتِ ويضع عربات اللعب في وضع مقلوب لاستخدامها كطاولة لحفلات الشاي، أو لاستخدامها كسطح لكرة واثبة. ولا يتوقَّف الاستكشاف عند حدٍّ معين؛ إذ تتطور المهارات البدنية والمعرفية والاجتماعية بشكل متناغم مع اطَّلاع الطفل على عالمه. يكتسب الطفل بين عامين وأربعة أعوام قدرًا كبيرًا من المعلومات الجديدة، ومن المتوقَّع أن يتصرف بقدر من الاستقلالية عن البالغين، على الرغم من استمرار خضوعه لإشرافهم. ولْنتناول أحد الأمثلة البارزة لهذا التفاعل بين التطور البدني والمعرفي والاجتماعي؛ ألا وهو تطوُّر تحكُّم الطفل في إخراج البول والبراز. هناك بضعة توجيهات جيدة يجب أن يراعيها البالغون في التعامل مع تدريب الطفل على استخدام المرحاض بصفة عامة.