1من اصل2
عصام بدوي، تصوير هشام لبيب
الغموض دائما هو الثوب الذي يضفي السحر على مكان أو بناء ما، وعلى ضفاف نيل الزمالك، وقف هذا البناء الذي ينطق بالغموض، قابعا، مرتديا ثوب الأسرار، تحوم حوله عيون المارة يمينا ويسارا مليئة بالحيرة والتساؤلات، من وكيف وأين ولماذا؟، فكانت تلك الرحلة، نرفع فيها ثوب الغموض، ونجمع خلالها لفائف ورقية، وكأننا نكشف عن كنز من الزمن الجميل.. إنه قصر عائشة فهمي.
القليلون فقط هم من يملكون القصة الحقيقية لهذا البناء قبل أن تؤول ملكيته إلى عائشة فهمي
ب بداية كان الغموض سيد الموقف، وبعكس المعتاد لم تكن المعلومات متوافرة عن هذا القصر الذي شُيد عام 1907 والقابع أمام فندق الماريوت على ضفاف نهر النيل بالزمالك، والملقب حاليا بمجمع الفنون والمنتظر إعادة افتتاحه قريبًا بعد عملية الترميم التي استغرقت قرابة خمس سنوات بتكلفة تزيد على 26 مليون جنيه ضمن خطة صندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس محمد أبو سعدة لإعادة توظيف المباني الأثرية، إلا أن ذلك القصر بالتحديد والذي تم إسناد عملية ترميمه إلى المقاولون العرب له طابع خاص جدا حيث إنه المشروع الأول الذي يتم إنجازه بأيدي مرممين مصريين متخصصين من شباب كلية الآثار والفنون الجميلة والتطبيقية، فهو مشروع شبابي متكامل تم بخطوات مدروسة فقبل البدء في أي أعمال للترميم قام فريق من الخبراء المصريين المتخصصين باستخدام تكنولوجيا متطورة تعيد اكتشاف الألوان الأصلية للمكان كما تم توثيق أرشيف مصور كامل يوضح الحالة الأصلية للقصر بكل تفاصيله عند بنائه في بدايات القرن الماضي. عائشة فهمي كريمة علي باشا فهمي كبير ياوران الملك فؤاد الأول هي صاحبة القصر إنها المعلومة المتوافرة، والتي أجمع عليها الكثيرون لكن القليلين فقط هم من ينلكون القصة الحقيقية لهذا البناء قبل أن تؤول ملكيته غلى عائشة فهمي، ومنها إلى وزارة الثقافة عام 1958، حيث استخدم كأول ديوان للوزارة في عهد الدكتور ثروت عكاشة أول وزير للثقافة في مصر، ليتحول في عام 1971 إلى مخزن لوزارة الإعلام،