مواقف الأطفال المحرجة: كيف تتعاملين معها؟
أذكر موقفًا مضحكًا لأخي الأصغر كنا في زيارة لصديقة لأمي وكانت سودانية وكان هناك ضيوف رجال مع زوجها فلما دخل أخي عليهم في غرفة الصالون رآهم جميعًا بسمرتهم الجميلة المحببة، فسألهم ببراءة الطفولة وكان على ما أذكر في الثالثة “هو انتوا ليه كده يا عمو مش شبههي؟ وبطيبتهم المعهودة وخفة ظلهم القريبة من القلب قالوا: أصلنا حاطين على وشنا وإيدينا شوكولاتة ولما أمسك بيديه بكى وعاد إلى أمي قائلًا “عمو بيضحك علي؟!”
قد يقول البعض منكن إن هذا موقف ظريف لكن المواقف المحرجة مع الصغار تتنوع كثيرًا وقد تكون محرجة حقًا وليست ظريفة على الدوام. فكيف تتعاملين مع تلك المواقف؟
تعاملي بهدوء ولا تتوتري كثيرًا فكل الأطفال كذلك
تعاملي بحزم إن كان الموقف فيه إساءة أدب مثل أن يقول أنا لا أحب فلانة، وقولي إن فلانة جميلة وهي قريبتي وأنا أحبها فإن كنت لا تحبها فهي بالتأكيد لا تحبك ثم أكملي حديثك مع صديقتك بهدوء ودعيه يفكر في كلامك دون تعنيف أو توبيخ
تعاملي بمرح إن كان الموقف ظريفًا
في المنزل وجهي صغيرك لما يجب أن يُقال وما لا يجب أن يُقال بحزم وهدوء وحنان
اطلبي منه التفكير في الأمر والتدرب عليه معك واجعليها لعبة
احرصي على عدم الحديث أمام الصغير عن أمور خاصة بالكبار، حتى لا ينقلها ببرائته وإن حدث ذلك فلا تلومين إلا نفسك
احرصي على عدم الحديث عن أحد أو التسفيه منه أمام الصغير فهذا خطأ سلوكي وأخلاقي ونقل كلامه ليس هنا هو الضرر الوحيد وإنما يمكنه أن يسلك مثل هذا السلوك كما أنه بالتأكيد قد ينقله ببراءة ويتسبب في كثير من المشكلات
مثال:
كنت أكلم صديقتي بالهاتف وأقول لها عن إحدى جاراتي أنني أشعر بسخفها ولا أحبها فهي تطيل الزيارة وتحب الكلام الكثير وفي مرة جاءت جارتي فقالت ابنتي بصوتٍ عالٍ ماما دي جارتنا اللي دمها ثقيل واللي إنتي ما بتحبيهاش !!! وسمعت جارتي هذا الكلام فزعلت وطلعت من البيت ….!!!
بدايةً هناك أمرين يجب أن تضعيهما كقرطين في أذنيك:
هو طفل صغير غير مدرك لما يجب أن يُقال ولا يُقال فلا تعنفيه بشدة ولا تتركيه دون توجيه، واعلمي أن جميع الأطفال كذلك وأن الجميع يُدرك ذلك.
قومي بتربية نفسك مع صغيرك فلا تتحدثي عن أحد في غيابه بما يسمح لصغيرك بنقل الكلام فتتركي نفسك وتعاقبيه وتذكري دومًا مقولة ونيس “اتفقت أنا وزوجتي أن نربي أبناءنا على القيم الحميدة لكننا اكتشفنا ونحن نربيهم أننا نربي أنفسنا معهم”