موسم جنون التسوق في لندن
كانت نهايات عام 2015 والأيام الأولى من عام 2016 هي الأكثر جذباً للمتسوقين في الشوارع التجارية في إنكلترا، وفي العاصمة لندن على وجه التحديد؛ بسبب تنوع العروض وجنون التنزيلات التي بدأت مبكراً هذا العام، بعد أن قدمت المتاجر الكبيرة عروضها المغرية منذ يوم (Christmas Eve) وهو اليوم الذي يسبق «الكريسماس»، وبلغت حمى الشراء ذروتها في Boxing Day؛ وهو اليوم الذي يلي «الكريسماس»، والذي كان الأضخم والأكثر أرباحاً وبأرقام مبيعات لم تشهد لها إنكلترا مثيلاً على مدى ثلاثين عاماً.
وصل عدد المتسوقين إلى 14 مليون متسوق، نزلوا إلى الشوارع التجارية، إضافة إلى (11 مليوناً) ممن فضّلوا التسوق عبر الإنترنت، ثم امتدت التخفيضات حتى أعياد رأس السنة، ولا تزال متواصلة حتى الآن، ومن لم تسعفه الظروف من اللندنيين والسياح للحصول على البضاعة (اللُقطة)، فإن شهر يناير/ كانون الثاني ما زال مفتوحاً أمامهم، وبمقدور المتسوق الذكي أن يستخدم تكتيكات خاصة؛ للحصول على البضاعة التي يبحث عنها وبأفضل الأسعار.
طوابير طويلة بانتظار فتح الأبواب
وفي جولتنا في الشوارع التجارية في لندن، وجدنا أن حمى التخفيضات جنونية حقاً، وكما وصفتها لنا سائحة أمريكية؛ أكدت أنها لا تحلم بمثلها في بلدها، وشاركها الرأي سائح ألماني، حضر إلى لندن هو وعائلته ليوم واحد فقط؛ من أجل التسوق والعودة في نفس اليوم، ولاغرابة في هذا؛ لأن تنزيلات نصف السعر هي ليست كل الحكاية في لندن، بعد أن عمدت بعض المتاجر إلى تخفيض بضاعتها بنسبة 70% وحتى 90%، وبما يشبه التصفيات، وهذا ما يفسر انتظام الناس في طوابير طويلة وصلت إلى أكثر من 4 آلاف متسوق، خاصة أمام المتاجر الكبيرة مثل (سيلفريدجز) التي توافد عليها الناس منذ ساعات الفجر الأولى، بانتظار فتح الأبواب في يوم Boxing Day، وقد وصلت المبيعات في ساعة واحدة إلى رقم قياسي لم تصل إليه هذه المتاجر في مائة عام؛ وذلك بسبب عروضها المغرية، خاصة على البضائع الفاخرة، وكذلك الحال مع محلات «هارودز» التي استقبلت أكثر من مليون متسوق خلال هذا الموسم.
العرب والصينيون والأمريكيون في أول القائمة
والطريف أن المتسوقين السياح قد صرفوا ما يعادل أربعة أو خمسة أضعاف ما صرفه الإنجليز، وقد دخل الصينيون الأثرياء هذا العام بقوة إلى قائمة المتسوقين الأكثر سخاء في الشراء، واحتلوا المرتبة الثالثة، فيما احتل العرب والشرق أوسطيون والأمريكيون المراتب الأولى، ومما زاد من حمى التسوق أن Boxing Day صادف يوم السبت، وهو عطلة، تبعتها عطلة أخرى هي الأحد (عطلة نهاية الأسبوع)، ثم امتدت إلى يوم الإثنين الذي صادف أن يكون عطلة أيضاً، وهذا ما فتح شهية الناس للشراء، خاصة مع الجو الدافئ وغير المعتاد في مثل هذه الأيام من السنة. أما عن البضائع، فإن الإقبال كان بشكل خاص على الإلكترونيات والثياب والإكسسوارات والعطور وأدوات التجميل الفاخرة، وأيضاً بطاقات السفر، وحجز الفنادق، والتمتع بعطلات جميلة وبأسعار مخفّضة إلى حد كبير. فيما ضرب الكساد البضائع الشتوية؛ كالمعاطف الثقيلة والقفازات والقبعات والأحذية مرتفعة الساق (البوت)؛ بسبب دفء هذا الشتاء وعدم حاجة الناس لها.