موضة منديل الحرير تعود الى بدلات الرجال

لندن سونيا الكساندريان
تصاميمها لا تحتاج اليوم إلى كمية أكبر من القماش، منذ أن نجحت ماري أنطوانيت بإقناع زوجها لويس السادس عشر، بإصدار مرسوم يقضي بأن يكون مقياس المناديل المربعة 16 في 16 إنشاً، وهكذا احتل الأكسسوار المربّع موقعاً بارزاً في تزيين جيب السترة الرجالية.
وهكذا حصل اللقاء التاريخي بين القماش المربع وجيب السترة في العشرينات من القرن الماضي، ليصبح ارتداء منديل من خامة القطن الأبيض الناعم في جيب السترة، أيقونة يحملها الرجل على صدره وبمدلولات توحي إلى الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها الفرد. وكما يحدث دائماً مع الموضة، اختفت هذه المناديل لسنوات، لتعود من جديد في الخمسينات والستينات.
وهذا اللقاء نفسه وعودة موضة هذه المناديل في عام الجنتلمان، ترحّب به اليوم دور أزياء البدلات الرجالية الحديثة لشريحة الشباب، بقدر ما ترحّب بها المدارس الكلاسيكية في تصميم الملابس الرجالية، سواء في شارع (سافيل رو) في لندن أو في دار دانهل.
الأمر المشوّق في تصاميم دانهل لمنديل جيب السترة، لخريف وشتاء 2013، هو أنها تصاميم مربعة تلتقي فيها طبيعة نبات الفوة وتكنولوجيا معالجة الحرير، باستخدام ألوان مختلفة لصبغة حمراء زاهية تستخرج من نبات الفوة، وتعالج معالجة كيميائية، بحيث تراوح أطياف ألوانها ما بين القرنفلي والأحمر والأصفر والبنفسجي والبني والأسود..
نعم صبغة نبات الفوة، كما عرفناها، أو نبات مادر بالإنجليزية، إحدى أحدث تقنيات صبغ الحرير في توجّهات موضة مناديل الحرير لجيب السترة، من أجل تحقيق سعي الجنتلمان إلى التميّز. والنصيحة من دار دانهل طبعاً أن تسأل عند الاقتناء إذا كان المنديل بصبغة مادر (الفوة). فثقافة العمل مع الطبيعة، كما في حال صبغة الفوة، تشجعها دور الأزياء بل إنها تعطي تصاميمها تعريفات تحمل أسماء النباتات.
وكما حصل في الستينات تقليد استخدام مناديل الحرير في جيب سترة البدلة، يستعيد مجده الماضي، ليتيح أيضاً متعة انهماك الرجل في اختيار منديل لإضفاء بصمته ولمسته الشخصية.
علماً أن منديل جيب السترة لا وظيفة عملية له سوى وظيفته التزينية. والحق يقال، إن دور الأزياء تشجّع استعمال منديل الحرير الأبيض أيضاً، بإعتباره السهل الممتنع.
الأكسسوار المربّع كما يسميها الإنجليز، نراها مربعات حريرية بطيّات مختلفة، بحيث تبرز من حافة جيب سترة البدلة الرجالية ثلاث حافات لهذه المناديل المربعة أو حافتان فقط، أو أن الحرير المربع نفسه يجلس في جيب السترة بوقار، دون أن يظهر منه سوى حافة واحدة موازية لحافة جيب السترة. حرية الإبداع في اختيار الطيّات لا تأتي دون محاذير ينبغي التقيّد بها، أهمها أن تتجنب الوقوع في خطأ اختيار منديل لجيب سترتك بلون ربطة العنق نفسه.