1من اصل2

ع علاقتي بعالم الفن والتصميم متشعبة، أعيشها بتفاصيلها مع بداية النهار ولا تهدأ في الليل، بل تتبعني في أحلامي أحياناً كثيرة، فوجدت نفسي أتصور لقاء يجمعني بمايكل أنجلو الفنان الأسطوري وفيليب ستارك المصمم الشهير، وقد ظهرا في هيئة مفكرين حكيمين، يلبس كل منهما رداء شبيهاً بآلهة الأوليمبي الإغريقية، وهو ما جعل ستارك المعروف بملامحه المعاصرة يبدو عجيباً بالتأكيد!

هل للمبدعين لغة موحدة؟ يثبت هذا اللقاء أن الإجابة هي النفي القاطع، فلكل تلاميذ وأتباع، يتحدثون بأسلوب قد يبدو متشابهاً في جنونه وتمرده وتفرده، لكن الفن والتصميم عالمان مختلفان، لكل منهما مذهب خاص مليء بالطلاسم والطقوس والأسرار التي أسعى لفك شفرتها.. فالأول يطرح أسئلة مفتوحة، والثاني يقدم إجابات وحلولاً محددة..

أنجلو يمثل الفن الحقيقي الملهم بالأفكار، ستارك رمز للتصميم الناجح المحفز على التفكير.. يعلم الفنان أن تصميم الفن يفسده، كما يدرك المصمم أن إفراطه في الاهتمام بالبعد الفني يفسد تصميمه.. التواصل مع الفن يكون من خلال تفسيره وتحليله، أما استيعاب التصميم يتم بفهمه.. الفن الجيد نابع من موهبة فذة، التصميم الجيد يعتمد على مهارة ذكية..

تكمن قوة الفن أنه يبعث برسالة شخصية ومختلفة لكل متلف، بينما تظهر قدرات التصميم حين يرسل نفس الرسالة إلى الجميع.. الفن متحرر من أي قواعد أو أرقام، تنطلق حركة الأيدي لتترجم الأفكار دون قيود، بينما يحافظ التصميم على مجموعة أبعاد أساسية ليكون فعالاً وعملياً وهو ما يحدد نجاحه، فالتصميم غير المستغل يمثل فشلاً.