موقع الهلال الخصيب الاستراتيجي
يتوسّط الهلال الخصيب قارات العالم الثلاث (آسيا، وأوروبا، وأفريقيا) وبذلك منح موقعه امتيازات استراتيجيّة تجاريّة ودينيّة هامّة، ولِما له من مناخٍ معتدلٍ، نجد أكثر الزراعات تكون ناجحة فيه، نظراً لوفرة الينابيع والأنهار، وأيضاً الأمطار الموسميّة، وبسبب وفرة المراعي، أصبحت لا تقلّ أهميّة الرّعي عن الزراعة، وهي بذلك منطقة غنيّة بعناصرها المعدنيّة والنفطيّة، وأيضاً الآثاريّة، ولعلّ كلّ هذه الميّزات التي نجدها مجتمعة في هلالنا الخصيب هذا، ونظراً لوحدته الديموغرافية والجغرافيّة، نرى الأطماع الاستعماريّة عليه لم تخفُت يوماً، فزاد التقطيع فيه، والاقتطاع منه.