موقف الدين من التطور 3 من اصل 8
والسؤال هو هل تولدت من الطين خلية أولى تعددت وأنجبت كل تلك الأنواع والفصائل النباتية
والحيوانية بما في ذلك الإنسان ؟
أم أنه كانت هناك بدايات متعددة. .بداية تطورت إلى نباتات، وبداية تطورت إلى فرع من فروع
الحيوان ،كالإسفنج مثلاً، وبداية أخرى خرج منها فرع آخر كالأسماك، وبداية خرجت منها الزواحف، وبداية
خرجت منها الطيور، وبداية خرجت منها الثدييات، وبداية خرج منها الإنسان،
وبذلك يكون للإنسان جد منفصل، ويكون لكل نوع جد خاص به؟
إ نالتشابه التشريحي للفروع والأنواع والفصائل لا ينفي خروج كل نوع من بداية خاصة، وإنما يدل هذا
التشابه التشريحي في الجميع على وحدة الخالق، وأن صانعها جميعاً واحد، لأنه خلقها جميعاً من خامة
واحدة وبأسلوب واحد وبخطة واحدة.. هذه هي النتيجة الحتمية.
ولكن خروجها كلها من أب واحد ليس نتيجة محتمة لتشابهها التشريحي.. فوسائل المواصلات تتشابه فيما بينها
العربة والقطار والترام والديز لكلها تقوم على أسس هندسية وتركيبة متشابهة، دالة بذلك على أنها جميعاً
م ناختراع العقل البشري . ولكن هذا لا يمنع أن كل صنف منها جاء من أب مستقل ومن فكرة هندسية
مستقلة..
كما أننا لا يصح أن نقول إن عربة اليد تطورت تلقائياً بحك مالقوانين الباطنة فيها إلى عربة حنطور، ثم
إلى عربة فورد ثم إلى قطار، ثم إلى ديزل.
فالواقع غير ذلك . وهو أن كل طور من هذه الأطوار جاء بطفرة ذهنية في عقل المخترع، وقفزة إبداع
ف يعقل المهندس، لم يخرج نوع من آخر.. مع أن الترتيب الزمني قد يؤيد فكرة خروج نوع من نوع..
ولكن ما حدث كان غير ذلك فكل نوع جاء بطفرة إبداعية من العقل المخترع، وبدأ مستقلاً.
وهذه هي أخطاء داروين والمطبات والثغرات التي وقع فيها حينما صاغ نظريته.