مَتَاهَة المَجَاز
كثير من المفاهيم التي استقرت عندنا ما استقرت لأنها ذات أسس ثابتة، بل لأننا لم نثر حولها شكوكا ولم نطرح حولها أسئلة؛ فيكفي أن نفكر فيها حتى تكون المتاهةُ الفكريةُ. للتيه الفكري هنا قيمة لأنه يجعلنا نضع ما اعتقدنا أنه من الثوابت موضع سؤال، في العلم لا توجد ثوابت إلا في وقت ومكان معينين.
٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية
توفيق قريرة
في قولك : { بل في المسألة شيء إدراكي مرتبط بكيفية بناء المتكلمين للكون: وما الاعتباطية أحيانا إلا تعليل لعجز العلة عن أن تظهر} استوقفني رأيك بين قوسين!! بالنسبة للغة العربية في أسلوبها الخبريّ والإنشائيّ ومعهما المجازيّ ؛ لا يوجد عجزفي ظهورالعلّة.فالكلام العربيّ في اصطلاح علماء المعاني على نوعين الخبر؛ وهوالذي يحتمل الصدق والكذب لذاته.مثل قول الشاعر: { أصحابنا المتمردون خيالهم… تقضي قريش به وتحيا حميرُ}.والخبرعلى نوعين ( طلبي وغيرطلبي ).والثاني : الإنشاء.وهو ما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.مثل قول الشاعر: { لا تكلّم إذا السيف نبا…صحّ مني العزم والدهرأبى }.أما المجازفيقع ضمن علوم البلاغة من البديع والمعاني والبيان.