مَن الجاني1من اصل5
بدأ «ميلانوفيا» و«مريم» الخروج من موقف السيارات ظهر أمامهما مثسن كبير يمسك بيده بخوراً وبدأ يقترب منهما ويدعو لهما ويلتف حولهما بالبخور. . ثم اخرجت «مريم» من حقيبتها بعض المال وأعطته للمُسِنّ. . قال لها «ميلانوفيا»:
– إنتِ ليه إدتيله فلوس؟
– ده عم عرفة، متعود كل ما يشوفني يدعيلي وأنا براضيه بأي حاجة. . الناس هنا كلها بتحبه وبيقولوا عليه «الراجل البركة».
ابتسم «ميلانوفيا» وقال لها:
– إنتِ عارفة أول جيت فيه هنا، شفت راجل عجوز زي ده في موقف العربيات التاني، اللي شفتك فيه أول مرة. . ولما شفت الراجل ده اتفزعت وخفت منه والريحة كانت هتخنقني، بس بعد كدة عرفت إن عندكم تفاصيل بسيطة ومش واقعية بس رغم كدة بتسبب لكم سعادة، يعني مثلاً الفلوس اللي إدتيها للراجل ده قليلة جدا ومش هتكفي أي حاجة، لكن فرِح بيها كأنه امتلك معرض عربيات! دلوقتي عرفت حاجة، إنتوا السعادة بالنسبة لكم مش بالفلوس الكتير علي أد ما هي في التفاصيل البسيطة.
ردَّت عليه «مريم»:
– إحنا طيبين أوي، طيبين لدرجة تخلي الناس تشفق علينا. . واللي في قلوبنا علي لسانا ودي أحلي حاجة فينا أو بتميزنا. . كتير جدَّا ممكن نزعل ونتعصب «ونطلع وننزل علي مافيش» ومافيش لأحسن من كده، إن الزعل لحظات وتعدي ونقول اللي في قلوبنا علشان نرغي، نصفي ونسامح والحياة تستمر. .
حتي انت شُفت من شوية السواق كان في لحظة مش طايقنا وعاوز يرمينا من العربية وبعد ماوصلنا صالحتوا بعض وبقيتوا صُحاب، أنا أصلاً بقيت أغير منك وشكلك هتبقي مشهور وهتاكل الجو مننا يا عم انت.
تبادلا الضحك سويَّا وبدآ في إكمال طريقهما إلي المنزل.
خارج أسوار موقف السيارات يوجد عالم آخر، بعد خروجهما من موقف السيارات إذ هُما في حي شعبي. . حي لا يعترف كثيراً بالإتيكيت والمظهر العام. . حي مليء بالبيوت العشوائية التي تحمل الكثير من الأسرار خلف جُدرانها.