مَن الجاني2من اصل5
بدأت عيني «ميلانوفيا» تتحرك هُنا وهُناك يميناً ويساراً وكأنه يُريد أن يستكشف المكان سريعاً قبل الدخول إلي هذا العالم الجديد. . وهو يعلم جيدأً أنه علي وشك الدخول في مُغامرة جديدة. . سريعاً وكعادته بدأ «ميلانوفيا» في الاندهاش والأسئلة التي لا تنتهي. قال:
– متهيألي مش محتاج أسأل عن الشيء اللي بيحيط بالمكان ده لأني عرفت إنها زبالة من الريحة البشعة اللي شمتها أول ما وصلت المكان. . وصدقيني هعمل بنصيحتك وهسكت وأتمالك أعصابي، بس قوليلي إزاي الناس عايشين وسط الزبالة دي كلها؟! اللي أكيد سكان المنطقة هما اللي راميينها، طب يعني حتي لو مش خايفين علي نفسهم مش خايفين علي ولادهم الصغيرين دول اللي أكيد مالهمش ذنب في حاجة دول مجرد أطفال بيلعبوا وبيعيشوا سِنهم. . فين أهاليهم اللي سايبنهم عايشين وسط الحشرات والتلوث ده كله؟ طب بلاش. . فين المسئولين؟ ةفين رئيس الحي؟
طلبت منه «مريم» الاستمرار في التحرك حتي لا يلفتان الأنظار أكثر من ذلك، ولكن «ميلانوفيا» غضب وأخبرها أنه يُريد معرفة كل شيء. . لكي لا يتفاجأ أكثر من ذلك. . قالت له:
– بُص يا «صابر» أنا مش هزّين كلامي زي الروايات أو أفلام السينما وأقولك إنك بتتفلسف علينا وغلطان في كل كلامك. . أنا فاهمة كلامك كويس وفيه زيي كتير فاهمين إن الوضع ده غلط ومش مناسب لحية آدمية بس إحنا بنطبَّق مثل «ما باليد حيلة».
إنت سألتني عن رئيس الحي. . أنا أعرف الكلمة دي من التليفزيون والكتب، بس أنا عمري ما شُفته هنا! وكمان درست وسمعت إن في حاجة اسمها «المحافظ» وكل فترة كده بشوف ناس حَطِّين صور في كل مكان عشان الانتخابات وكل الناس دي بقي عُمري ماشُفتها غير في الصور وكل معلوماتي عنهم مجرد سمع وبس، لكن علي أرض الواقع ولا بنشوفهم ولا يعرفونا.