مُتحَفُ الراحِلِين

مُتحَفُ الراحِلِين

مُتحَفُ الراحِلِين

قَلبِي مُتحَفٌ للحزنِ
علقتُ فيهِ صوراً لراحلينَ
اغتنَمُوا الموتَ من معركةِ الحياة
و أعلَنُوا انتصارَهُم
على البراويزِ فاحتلوهَا إلى الأبد
صورُهُم المكررةُ هُنا
لا هدفاً دعائياً لها
لأنَ كلَ ما في قلبِي
قدْ بيعَ مُسْبَقَاً
لِمَنْ بَدَلوا نَبضاتِهِ
بدمعاتٍ تمرُ إلى أبعدِ أغصاني وشراييني
لقلبي ثلاثةُ أبوابٍ مكسرةٍ
وخمسة شبابيكٍ يمرُ هواؤهُم مِنْهَا
فتَخْنِقُنِي الذكرى
وتَزِيدُنِي إصراراً على الموتِ
الذي لا يأتي
الشتاء القادمُ
سأسورُ قلبي بثلجٍ أسودٍ
علهُ يجدُ دفئاً نسيهُ
مع ارتفاع حرارةِ الدمِ والدمع
الشتاءُ القادمُ
سأنسى إصلاحَ أبوابَ قلبي
كي تمرَّ قوافلٌ أُخرى من الصور..
حيثُ مُتحَفِي الذي لا يجيدُ
سوى الاحتفاءِ بالراحلينَ من البشر..
سأشتري قَلباً جديداً
لا دم في غرفهِ الكبيرةِ
كي لا يخافَ القادمونَ عليّ
فيهربونَ مِن مَتْحَفِي ..
وتموتُ من صقِيعِهَا البراويزُ..
ويرحلُ بعد فراقِهُمُ الحزنُ
والشعرُ والقمر..
شاعر سوري
عبد السلام الشبلي

m2pack.biz