م عبد الرحمن الهواري
المعمار هو حاجة أساسية لحياة الإنسان فبعد المأكل يأتي المسكن وهو المتمثل في المعمار وقد
حاول المعمارين على مر العصور بقدر المستطاع توفير أقصى قدر من الملائمة لهذا الاحتياج مع
متطلبات كل مكان وزمان وتحول الأمر ليصبح أكثر مرونة ليتناسب مع كل مستخدم على حدى
بمتطلباته الخاصة، ولكن لم يذكر أحد بأن الأكثر مرونة هو الإنسان نفسه وسلوكه القادر على
التأقلم بصورة كبيرة كطبيعة بشرية فوجودة في الغابة يجعله صياد قوي ووجودة في بيئة ساحلية
يجعله سباح متمكن وهكذا فأن سلوك الإنسان ومردودة على العناصر المحيطة مثل اللون والحجم
والشكل والملمس هي التي وضعت المحددات المعمارية الحسية المعروفة مثل الأحمر يعطي
إحساس بالدفئ والأزرق يعطي إحساس بالبرودة. توقف المعمارين عند هذا الحد بعمل المبنى
يتناسب مع احتياج الإنسان وسلوكة ولم يدرك الأغلبية القدرة في تحويل هذه العوامل إلى دروب
يسلكها الإنسان بدون وعي ليصبح هو المرن بداخل المبنى أي بشكل أوضح الاستفادة من مرونة
السلوك البشري لجعل الإنسان هو الذي يتأقلم مع المبنى وليس المبنى مخصص لسلوك بشري
معين فيتصرف المستخدم داخل المبنى طبقاً لإرادة المعمارية ولكن سيكون إدراكه الحقيقي إنه يقوم
بالفعل بكامل إرادته ليتحول إلى الماريونيت في يد المعماري.