نادٍ رياضي تركي يمنح اشتراكاً مجانياً “مدى الحياة” لطفل سوري
ربما في هذا الخبر لن نطرح فقط فكرة واجبنا الإنساني اتجاه كل من يحتاجه، وكيف أنه قد نغير حياة العديد من الأشخاص بسبب مساعدة نحن قد نراها صغيرة، ولكننا أيضاً نطرح قوة وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإجتماعية مثل “فيسبوك، تويتر، سناب شات، وانستغرام .. وغيرها” على الرأي العام، وكيف قد تدفع هذه الوسائل والتطبيقات بعض الأشخاص إلى التدخل ومساعدة الآخرين، وهذا ما حصل مع الطفل السوري “محمد حسين” ذو الإثني عشر عاماً والذي يعمل ماسحاً للأحذية خلال الأيام الأخيرة في إحدى الولايات التركية.
بدأت الحكاية حين التقط أحد المشتركين بنادٍ رياضي في ولاية “أدي يمان” شرقي تركيا، صورة للطفل السوري “محمد” وهو يقف مقابل إحدى الواجهات الزجاجية للنادي الرياضي، وينظر بشكل حزين على الأشخاص الذين يتدربون بداخله، كونه يعاني من ظروف صعبة لا يستطيع بسببها التسجيل فيه وتحمل تكاليفه والتمرن كالآخرين، وبعد نشر هذه الصورة للطفل السوري، قام ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي بتداولها على نطاق واسع، حتى وصلت إلى صاحب النادي الرياضي، الذي اهتم كثيراً بالأمر، وبحث عن الطفل السوري حتى وجده وأعلن تقديمه اشتراكاً مجانياً “مدى الحياة” له في ناديه الرياضي، يستطيع محمد من خلاله الذهاب والتدرب هناك متى يشاء، وعلى الجهاز الذي يريد تحت إشراف المدربين المختصين في النادي.
وكما تداول ناشطو التواصل الإجتماعي صورة الطفل السوري محمد حسين وهو ينظر عبر واجهة النادي الرياضي بحزن تخللها الكثير من الحسرة ربما، أيضاً ردوا المعروف لصاحب النادي الذي منح محمد اشتراكاً دائماً مدى الحياة، وتداولوا بشكل كبير صور الطفل وهو يتدرب في النادي الرياضي، ويبذل جهداً كبيراً، وكيف تبدلت نظرة الحزن بسعادة غامرة، بالإضافة إلى صوره مع صاحب النادي نفسه، الذي أقدم على هذه المساعدة الإنسانية، التي من شأنها أن تغيير حياة محمد حسين إلى الأفضل بكل تأكيد.
أما الطفل السوري محمد حسين، الذي كان قد هرب مع عائلته في وقت سابق من مكان سكنه في سوريا نتيجة للأحداث الدامية التي تجري هناك، فقد أبدى خلال تصريح صحفي له لوسائل إعلام تركية، مدى سعادته بهذا الأمر، وأنه كان يحلم منذ زمن بالإشتراك بأحدى النوادي الرياضية، لكن عمله في مسح الأحذية حتى يعيل عائلته، كان يمنعه من ذلك، ووعد أن يبذل جهده في التمرين لأنه يحب ذلك.
قد تكون قصة الطفل السوري محمد حسين، مثالاً حقيقياً على قوة ما يُسمى ب”العالم الإفتراضي”، المتمثل بمواقع التواصل الإجتماعي، وكيف لهذه المواقع الإفتراضية أن تغير وتؤثر بشكل كبير في العالم الحقيقي، خاصة بالأمور التي تتعلق بالصعيد الإنساني، والمساعدات التي قد يحتاجها الكثيرون في الحياة، لكنهم لا يطلبونها.