نباتات عدَّلها القدماء وراثياً قبل آلاف السنين

نباتات عدَّلها القدماء وراثياً قبل آلاف السنين

نباتات عدَّلها القدماء وراثياً قبل آلاف السنين

قد تبدو الأغذية المعدَّلة وراثياً وكأنها ظاهرة حديثة، لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المختبرات ذات التمويل الجيد، وتحليل الجينوم، لكن ما لا يدركه معظم المستهلكين، هو أن معظم محاصيل البشرية معدَّلة وراثياً منذ آلاف السنين، ففي جميع الحالات تقريباً، تم تصميم الفواكه والخضراوات المفضلة لدينا لتكون مختلفة جوهرياً عن أسلافها البرية.
اللوز:
اللوز الذي نأكله اليوم، هو نوع “مستأنس” ومستمد من أنواع عدة من اللوز البري، وكلها مرارة وشوكية، وتحتوي على كميات مميتة من السيانيد. ففي البرية تنتج أشجار اللوز مركَّباً سكرياً وأنزيماً، يتحد حتماً في السيانيد عندما تمضغ الأجزاء الصالحة للأكل في النبات، على أن هويات السلالات المحددة المستخدمة لإنشاء اللوز الحديث غير معروفة.
البطيخ:
البطيخ الحديث، هو من أكثر الفواكه انتشاراً في تاريخ البشرية، وقد استخلص الأفارقة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأنواع الأولى المستأنسة منه، وجاءت في أحجام أكبر وألوان مختلفة، وبعد إدخال الثمرة إلى آسيا وأوروبا، أصبحت أكثر جاذبية وحلاوة، وأكبر حجماً، وبالمقارنة مع البطيخ الأصلي الموجود في البرية، الذي يتكوَّن في الغالب من البذور، ويزن 80 جراماً فقط، فإن الأنواع الحديثة تتكوَّن من 91.5% من الماء، وتزن من 2-8 كيلوجرامات “4-18 رطلاً”.
الموز:
يبدو أن الموز تم تصميمه عملياً بالنسبة إلى الرئيسيات: فهو ناعم، دون بذور، ومصمم خصيصاً ليناسب قبضة يدنا، والموز البري غالباً ما يكون غير صالح للأكل، والموز الذي نأكله اليوم مختلف تماماً عنه بعد التعديلات الجينية عليه، وقد كان البشر يلعبون مع هذه الطفرة المحددة لمدة لا تقل عن 6500 سنة لإنتاج جميع أنواع الموز الخالية من البذور المتوفرة اليوم.
الذرة:
بدأ الأمريكيون في تطويرها، فأنتجوا نباتاً عكس أي نبات آخر موجود في العالم. هذه النباتات الناعمة النشوية، ظهرت فجأة، وبطريقة غامضة في السجلات الأثرية. وقد تم اكتشاف أسرار تطور الذرة في الفترة الأخيرة من خلال التحليل الجزيئي والجيني، وتبين أن الفرق بين النسخة القديمة والحديثة يصل إلى خمس جينات أو نحو ذلك.
الأفوكادو:
الأشكال الأصلية والبدائية من الأفوكادو موصوفة بشكل أفضل بأنها “ثمار تشبه الأفوكادو”، ومعظم الأفوكادو البري يتم تغليفه في قشور صلبة، وتصل إلى حوالي 2-3 بوصات في القطر. وقد بقي الأفوكادو في معظم الأوقات محصولاً مستأنساً دون تغيير بسبب وضعه “المقدس” في أمريكا الوسطى.
وحتى حبة البن لم تخلوا من التعديلات الجينية، فهناك عديد من الأصناف التي تم إنشاؤها لإشباع رغبتنا في الأذواق الجديدة، وزُرِعَ هذا النبات الإفريقي للمرة الأولى في الهند في القرن ال 17، وتتعدد أصنافه الآن لتواكب تطور أذوق البشر.

m2pack.biz