نبذة تاريخية
ذكر إدريس الثاني صفرو بقوله:(سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس) وهذا يدلّ على أنها قديمة وأقدم من مدينة فاس المغربية، وقد أُرّخ أول استيطان بشري في صفرو في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، وذلك في مكان مرتفع عرف فيما بعد باسم القلعة، وعلى الرغم من قسوة الحياة فيها بسبب مُغُرِها الغامضة، وغاباتها الموحشة؛ إلا أنّ وفرة مياهها حيث يوجد وادي أكاي الذي يقسم المدينة نصفين، وخصوبة تربتها وروضها الغناء دفعت الإنسان إلى الاستقرار فيها، هذا بالإضافة إلى أنّ البدو الرحل من الأمازيع اتخذوا كهوفها موطناً لهم.
من جهة أخرى تعتبر صفرو مدينة تجارية منذ القدم، فكانت محطّة للقوافل التجارية القادمة من الشمال نحو تافيلالت وسجلماسة، كما أنّ التجار اليهود قد استقرّوا فيها وأقاموا مرافق تجاريّة لهم؛ ما أدّى إلى ازدهارها ونشاطها تجارياً وعمرانياً عبر العصور.