نجيب ساويرس: لن أتوقف عن دعم السينما…والدولة يجب أن تتعامل بحزم مع المتشددين
عندما نذكر اسم “ساويرس” نظنه نجيب، وننسى اسم سميح الأغنى منه، أو حتى الأب “أنسي”، فهو الأشهر والأعلى صوتاً والأكثر جدلاً، حتى من أسماء تمتلك وسائل إعلام كبرى.
نجيب ساويرس، أسس مؤخرا مهرجان الجونة السينمائي، واستقدم العراقي انتشال التميمي، والمخرج المصري أمير رمسيس، ليديرا ذلك الحدث الفني الأول من نوعه في مكان خارج القاهرة.
التقيناه في مقر مقابلاته داخل الجونة، وكان حوارا ساخنا، كعادة تصريحاته، فيه من السينما وتقلباتها الكثير، وفيه من حدة الصعيدي وانفعالاته.
ساويرس في بداية حديثه، قال إن هناك 3 أسباب لصناعته ذلك المهرجان، أولها هو عشقه السينما طول الوقت، فهو “مدمن أفلام”، قبل النوم يجب أن يشاهد فيلم، وأوضح أن بداية علاقته بالسينما بنى دور عرض رينيسانس، ومن وقتها وهو متشابك معها.
وقال نجيب ساويرس إن السينما هي التي أعطت مصر الريادة الثقافية، موضحا أن عند سفره لأي بلد عربي، تجدهم يتحدثون عن فريد الأطرش وسعاد حسني وعادل إمام، مؤكداً أن ذلك هو ما جعل لمصر ثقل ثقافي في المنطقة كلها، فالسينما مغذية للعقل مثل الكتاب.
أما السبب الثاني، فهو الجونة، “التي تستحق أن يعرفها العالم، لأنها فريدة من نوعها”، والسبب الثالث كما قال، رغبته في مساعدة بلده، حتى يرى الناس أن المصريين يحتفلون، ويصنعون مهرجانا حقيقيا، ولا يصبح الحديث عن مصر مرتبط بالإرهاب والتفجيرات التي تحدث كل فترة.
وحينما ذكرت لساويرس أنه في علاقته بالسينما “يمشي على سطر ويترك سطرا”، قال إن السينما لو كانت عملا تجاريا، لكان أكثر تركيزا فيها، موضحاً أن حالته مع السينما، “كما تعشق فتاة، ساعة تعبس من أفعالها وساعة تحبها، وساعة يكون لديك مشاغل فلا تسأل عنها”.
وذكر ساويرس أن تعامله مع السينما لو كان “بيزنس” لكان له معها شأن آخر، وذكر أنه عاد للسينما مؤخرا، بالمساهمة في إنتاج الشيخ جاكسون، وإنتاج فيلم “مولانا”، وفيلم آخر كوميدي، وتستعد شركته آي برودكشن، لإنتاج فيلم آخر للكاتب إبراهيم عيسى، موضحاً أنه سيستمر في دوره مهما تمت محاربته، فهو الصعيدي الذي يمشي في الجبل، والكلاب تعوي حوله، ولا يهتم.
وعن المقولات التي تؤكد عدم استمرارية “الجونة السينمائي”، قال ساويرس، إنه لا يوجد من يستطيع إعادته للخلف، فطالما بدأ مشروع يجب أن يكمله، مؤكدا استمراره في دعم المهرجان.
وحول تنحية وزارة الثقافة المصرية، قال ساويرس، إن وزارة الثقافة دعمت وجود “الجونة السينمائي”، وأن علاقته جيدة معهم، والوزير حلمي النمنم صديقه، موضحاً أنه أفضل أن يكون تمويل المهرجان خاصاً، لكي يصرف عليه ويتحرك بحرية، ولا يوجد من يقول بأنه صرف أموال الدولة.
ElGounaFilmFestival/ Facebook
الجونة السينمائي…بداية متأزمة لمهرجان مبشر
وعن أزمات التنظيم في البداية، وخاصة الدعوات وحجوزات الطيران، قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، إن ذلك بسبب الضغط الكبير الذي حدث وقت “الجونة السينمائي”، بسبب عدد المدعوين، وكذلك بسبب من جاؤوا للجونة، من غير المدعوين.
وعن عدم معرفة السياح الموجودين بالجونة عن المهرجان، وعدم تواجده في برامجهم السياحية، قال ساويرس إنه توجه للإعلام الغربي، حتى لا نظل نتحدث مع أنفسنا، وذكر أن السياح الموجودين في الفنادق يعلمون بوجود مهرجان من خلال الملصقات المنتشرة، وأوضح أنها فكرة جيدة ضم المهرجان لبرامجهم السياحية، قائلا “هو اقتراح جيد وممكن أن نقدمه العام القادم”.
وأكد ساويرس على استمرار دعمه للسينما، من خلال ثلاث طرق، أولها المهرجان، وثانيها الإنتاج، وثالثها دور العرض الجديدة التي بدأ في إنشائها بالقاهرة، مؤكداً أنها سر كبير سيفصح عنه لاحقا.
وحول اسم مجموعة دور العرض الجديدة، قال ساويرس، “أسمينا دور العرض في الجونة باسم سي سينما”، وممكن أن يستمر بهذا الاسم، أو يختار اسما آخر، أو يعيد شراء دور رينيانس التي أنشأها في نهاية القرن الماضي، ويطلق على الشاشات الجديدة نفس الاسم.
وحينما ذكرته بغيابه لأوقات عن السينما، قال: “أنا حماسي مانزلش، لكن البلد اللي متعبة جداً”.
وقال ساويرس إنه لا يعرف الدبلوماسية، فالأمور بالنسبة له أبيض أو أسود، مؤكداً أنه في شخصيته، يحب ويكره بنفس المنطق.
وأوضح أنه لا يستطيع البقاء في المتنصف، وقال: “أنا الإكستريم”، موضحاً أنه لمدة 7 سنوات كانت سيارته “مازدا” قديمة ثمنها 3 آلاف جنيه مصري، وحينما أراد التغيير، كانت سيارته حديثة “مرسيدس سبور”، موضحاً أنه لا يحب تقليد شخص أو صناعة أي شيء مثل أي شخص.
وحينما ذكرته أنه رجل أعمال، ويجب أن يكون لديه قدر من الدبلوماسية، قال إنه ليس كذلك، فرجل الأعمال يأخذ قراره على أساس المكسب والخسارة فقط، لكنه يأخذ قرارات من أجل المبدأ، وخسر بسبب ذلك مبالغ كثيرة جداً.
وأشار إلى أنه سيدخل التاريخ لخسارته أموالاً ضخمة جداً لأسباب ليس لها علاقة ب”البيزنس”، مضيفاً أن “ربنا كريم وعوضني، ولا ينقصني شيء”.
وحينما وصفته، ب”صايع آل ساويرس”، قال طبعا، وذكر أنهم لاموه على بعض صراعاته، وأهمها مع الإخوان المسلمين، وذكر أن العائلة لم يقرأوا تاريخ الإخوان مثله، ولا احتكوا معهم، مؤكداً أنه عاش معهم في غرف مغلقة لمدة سنة ونصف، منذ 25 يناير، حتى جاء مرسي.
وحول أنه يدخل الصراع بصفته مصري، ولكنهم يحولون الصراع إلى ديانته كمسيحي، قال نجيب ساويرس، أن ديانته كمسيحي يفتخر بها، ولكنه مصري أولاً، ولو مصلحة مصر اختلفت عن مصلحة طائفته، فهو بالطبع سيقدم مصلحة بلده، لكنهم —الإخوان- يفرحون لحدوث أي أزمة في البلد.
وحينما سألته متى ينتهي صراعك معهم، قال: “حينما تقف الدولة بشكل حازم مع المتشددين، وتعامل بحسم من يريدون أن يعيش الناس على مزاجهم، من يحددون للشعب ما يأكلونه وما يلبسونه وكيف يسيرون في الطرقات”.
وأكد أنه لا حل طالما تترك لافتة “ماتلبسش بنتك محزق” بدون إزالة، موضحاً أنه لا حل، طالما تلك الأساليب موجودة ونغمض العين عنها و”نطنش”.
وتابع: “أطلب من أصدقائي الذاهبين للعمرة والحج، الدعاء لي عند الطواف، مؤكداً أنه قد لا يكون ملتزم دينيا، ولكن علاقته بربنا جيدة والحمد لله”.
حوار: مصطفى الكيلاني