«نداء الآخَر»… إلى «مارتن هايدغر»
أولئكَ الذينَ ركضوا
إلى الظَهيرة
كي يُبعدوا عنهم الخوفَ
والظِلال
الذينَ نظروا عراة ً
إلى أيامٍ شَهِدَت ولادتهم
ولم تَعْدْ هُنا
مرَّ الوقتُ قُربَهم
حاملاً هواءهُ القديمَ
ولم يَنتبهوا
ثم مرَّت السماء
وانتظرَتْهمْ بَعدَ شارعَين
؛ولم يأتوا
أولئك الذينَ جاءَهم
نداء الأخَر
وتأهبوا ألف عامٍ
خَلفَ الوردِ والغُفران
سَرَقَهم الثور خادمُ الأجنحة
وأضافَهَم إلى رَغَباته
فصاروا غُرباء مَنْسيينَ
يبيعونَ الوجوهَ الخالِدة
والصَدى
تسألهُم الطيورُ الحمراءُ
عن الساعة
ويتبعُهم الحنانُ والسَحَرة
كأنَّهم في يوم ِعيد .
شاعر سوري
جبران سعد