نصائح تجعل محادثتك البناءة أكثر إفادة
بالرغم من أن الهدف الأساسي من أي محادثة بناءة هو التطاحن الإيجابي بين الآراء المختلفة لفوز رأي صحيح في النهاية، إلا أن هذا لا يمنع أن تقوم بعمل محاكاة للمحادثة قبل خوضها، وذلك عن طريق تجميع آرائك المختلفة في ورقة كبير، ثم تكتب الحجج المختلفة التي تدعم هذه الآراء، وتحاول جاهدا أن تضع نفسك مكان خصمك في الحوار وتنظر نظرة نقدية لما تقتنع به، وتحاول هدم هذه الآراء بنفسك، وهنا ستصمد بعض الأفكار، وستثبت بعض الأفكار الأخرى أنها لا تستحق الدعم، وبين هذا وذاك ستجد بعض الأفكار التي تتشكك في أمرها ويصعب عليك تحديد موقف واحد محدد تجاهها، وهنا يمكنك تجميع هذه الأفكار والذهاب إلى الإنترنت، أو أي مصدر مختلف للمعلومات، والبحث عنها بشكل تفصيلي وبالتأكيد ستجد العديد من النقاط الجديدة حولها لم تخطر في رأسك من قبل، وبعد هذه العملية ستجد أن جميع أفكارك مدعومة بأدلة قوية.
تعد الأفكار القوية والقائمة على أساس صحيح خيرا من الأفكار التي تجمع لمجرد تجميل فكرة بعينها لمجرد التعاطف معها أو الخوف من أن تهدم معتقد بداخلنا، وتعتبر الفكرة التي سبق شرحها وهي عملية تدعيم الأفكار والآراء من الصفات الملازمة للمفكرين الكبار، والعلماء، والفلاسفة، وبالطبع كلنا نلاحظ الفرق الشاسع في شعورنا عندما نشاهد حوار بين مفكرين كبيرين كل منهما يحمل أفكار عكس ما يحمل خصمه، وبين الحوارات التي نشاهدها بين عامة الناس، ما أقصده هنا أن التطاحن العقلي القائم على المنطق ومحاولة الوصول للحق هو المفيد دائما مهما كانت النتيجة، ولذلك عند التمحيص والتدقيق في أفكارك قبل البدء في أي محادثة بناءة ستجعل الطرف الآخر يلاحظ مدى قوة فكرك وما تطرحه حتى ولو لم يقتنع بهذه الأطروحات؛ وعندما يتضح لك في الحوار ما لم تكن تراه حول أفكارك فيفضل أن تعترف بهذا وتتنازل عن أفكارك الخاطئة بسهولة، وهذا النوع من المحادثات سيشعر كل الأطراف بالفائدة وأن وقتهم لم يذهب سدى.