نظرة الطبيعة البشرية أحادية الجانب 3من اصل3
شعر درگر أن من الخطأ تفصيل منصب على قياس الشخصية لأن هذا سيؤدي بصورة حتمية إلى التفضيل
واللاتنوع ، فغاية الوظيفة هي التي تحدد عند التحليل النهائي كيف يتصرف الناس .
سخر درگر أخيراً من البحث الفكري عن تصميم منطق أحادي الجانب للطبيعة البشرية وصرف النظر عنه
لسببين ، أولهما أن معرفة الطبيعة البشرية لم تكن بالقدر الكافي فحسب ، بل إن جميع المحاولات لتصنيف
الناس ضمن أنواع قد تجاهلت الصفات الحاسمة لدى كل شخصية وكذلك استقامتها أيضا ً ، إذ لم يكن من
الممكن الاستحواذ على هذه الملامح الجديرة بالثقة ، فإما أن تكون موجودة لدى الإنسان أو لا تكون ، وأن ”
الأخلاق أهم من القدرات ، وهذا بالطبع ما لا يمكن تعلمه في مقتبل العمر ” . أورد درگر اسباباً في أن غياب
الاستقامة يعني التدمير النهائي لكل العمل ، إذ ليس من المحتمل أن يقوم بتخريب المؤسسة مستخدم ذو قدرة
متوسطة ولكنه يتميز بقيم أخلاقية . وثانيهما أنه في العالم الحقيقي لا يوجد ثمة عنصر في الطيف البشري مثل
“الشخصية الفعالة ” . والشيء المهيمن الوحيد المشترك في الناس الفعالين هو أنهم يعملون على إنجاز
الأشياء .