تعتبر هذه النظرية أن القلق هو خوف مرتبط بالمحفز الخاطئ. فنحن نتعلم أن نخاف من الشيء الخطأ أو نتفاعل بشكل غير ملائم في مواقف معينة ويصبح الأمر عادة. وكلما فعلنا هذا أكثر تعودنا عليه أكثر. فعلى سبيل المثال، تنتج نوبات الذعر والمخاوف حلقة مفرغة تبقيها مستمرة على الدوام.
تأتي نوبات الذعر من حيث لا ندري. ويعتقد البعض أنهم يتعرضون لاضطرابات القلب. فيبدأون بمراقبة حالة قلوبهم. غير أن مجرد التفكير في قلبك قد يجعله ينبض بسرعة أكبر. وعندما تشعر بقلبك ينبض بسرعة تقوم بإقناع نفسك بأنك تعاني فعلًا من مشكلة في القلب. ويزداد بذلك قلقك.
قد تخرج المخاوف عن السيطرة بالطريقة نفسها. فإحدى أبسط الأمور التي لا تعجب الأفراد في العناكب هي حقيقة أنه لا يمكن التوقع بها. فكثير من الأفراد الذين يعانون من الخوف من العناكب (رهاب العناكب) لا يقتربون منها، ولا يطيقون حتى النظر إليها. فعدم الاقتراب من العناكب، وعدم النظر إليها يجعلها أكثر غموضًا، وبالتالي مخيفة أكثر فأكثر. ونتيجة ذلك تصبح العناكب أكثر إثارة للقلق، ولا سيما بسبب عدم النظر إليها والاقتراب منها.
إن تفادي العنكبوت أو الهرب منها (أو من أي خوف آخر) يزيد من الخوف بطريقة أخرى. فإذا قلقت وسارعت بالهروب من الموقف فأنت تعلم نفسك درسين: العنكبوت يسبب القلق والوسيلة الوحيدة للسيطرة على الوضع هي الهرب. فأنت تعلم نفسك أن الخوف من العناكب هو جزء من تكوينك. وأما الحقيقة فهي أننا نحن من نخيف أنفسنا، وأنه يمكننا السيطرة على الوضع. كما يمكننا السيطرة على خوفنا من دون الهرب منه. فالهروب من مخاوفنا يجعلها تكبر ويمنعنا من السيطرة عليها.