نظرية العمل 1 من اصل 2
يرى درَكر Drucker أن لكل شركة (( نظرية عمل، سواء كانت شركة أعمال أو غير ذلك ))، وهذه النظرية – التي تبدو قريبة جداً من مفهوم الشركة – تلخص (( الافتراضات التي تُبنى الشركة وتدار على أساسها )). إن الرأي السائد هو أن هذه الافتراضات تتجمد، ولا سيما في الشركات الكبرى، وان الإدارة تصبح بعد ذلك (( بيروقراطية أو فاترة الهمة أو متغطرسة ))، ولعل هذه الصفات الثلاثة تبدو وكأنها تشرح وقائع شركة جنرال موتورز في General Motors أوائل الثمانينات حيث (( بدت أعمال الشركة الرئيسية في سيارات الركاب مشلولة في معظمها ))، ومع ذلك فإن الشركة حققت في نفس الفترة نجاحين عظيمين في امتلاكها لشركتى هيوز للطائرات وإليكترونيك داتا EDS الذي كان باهظ الثمن، وهذا أمر لا يكاد يتناسب مع الصفات الثلاثة المذكورة.
ويتساءل درَكر Drucker (( ماهو الأمر الذي يمكن أن يفسر حقيقة أن… السياسات والممارسات والسلوكيات الى أفلحت عقوداً من السنين – وما زالت تفلح بشكل جيد في شركة جنرال موتورز General Motor عندما يجري تطبيقها على شىء جديد ومختلف – لم تعد تناسب التي تم تطوير هذه السياسات
والممارسات والسلوكيات فيها ومن أجلها ؟)). ويجيب بأن سوق السيارات قد تغيرت، فلم تعد خطة شركة جنرال موتورز الأساسية نلائمة، فهي تعتمد على إبقاء النماذج الهدف في كل مستويات النقل ثابتة لفترة طويلة، مما أدى إلى التقليل من كامل الهيكلية التي وضعها سلون Sloan للأقسام وللإنتاج. يقول درَكر Drucker : (( عرفت شركة جنرال موتورز ذلك كله ولكنها لم تكن تؤمن به… وجربت – بدلاً من ذلك – أن ترأب صدع الأشياء… ولم يؤد هذا [ الأمر ] سوى إلى إرباك الزبون والعميل وعمال الشركة وإدارتها بالذات )).