نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات
جيولوجية طبقات الأرض
الصفائح التكتونية تشكل البنية الأساسية لطبقات الأرض، ولقد اقترح نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات العالم ألفريد فيجنر في عام 1912، ولم يكن لدى فيجنر تفسير لكيفية تحرك القارات حول الأرض، لكن الباحثين يعملون على نظريات تفسر ذلك، وقال نيكولاس فان دير إلست عالم الزلازل في مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا في نيويورك: إن نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات هي النظرية الموحدة للجيولوجيا، وسيتحدث هذا المقال عن نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات.[١]
نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات
وهي نظرية تتناول ديناميكية تحريك القشرة الخارجية للأرض، والتي أحدثت ثورة في علوم الأرض من خلال توفير سياق موحد لفهم عمليات بناء الجبال والبراكين والزلازل وكذلك تطور سطح الأرض وإعادة بناء قاراتها السابقة و المحيطات، ولقد تمت صياغة نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات في الستينيات، ووفقًا للنظرية، فإن للأرض طبقة خارجية صلبة، تُعرف باسم الغلاف الصخري، يبلغ سمكها في العادة حوالي 100 كيلومتر وتغطي طبقة بلاستيكية تُسمى طبقة الكرة الأرضية، وينقسم الغلاف الصخري إلى سبع لوحات كبيرة الحجم بحجم قاري ومحيطي، وست أو سبع لوحات إقليمية متوسطة الحجم، وعدة لوحات صغيرة، وتنتقل هذه الصفائح إلى بعضها البعض عادة بمعدل يتراوح من 5 إلى 10 سم سنويًا، وتتفاعل على طول حدودها، حيث تتلاقى أو تتباعد أو تنزلق بعضها البعض، ويُعتقد أن هذه التفاعلات مسؤولة عن معظم النشاط الزلزالي والبركاني للأرض، رغم أن الزلازل والبراكين يمكن أن تحدث في الأجزاء الداخلية للوحة منها، وتتسبب حركات الصفائح في ارتفاع الجبال حيث تتدفق الصفائح معًا أو تتقارب، وتتحرك القارات وتتشكل المحيطات حيث تتفكك الصفائح، أو تتباعد وتندمج القارات في الصفائح وتتجول معها بشكل سلبي، مما يؤدي على مدى ملايين السنين إلى تغييرات كبيرة في جغرافية الأرض. [٢]
أنواع حدود الألواح التكتونية
تشير نظرية تكتونية الألواح وزحزحة القاراتإلى أن لتلك الألواح حدودًا تميزها وتختلف عن بعضها في الحركة، وتتحدد طبيعة حركتها بتفاوت الظواهر الطبيعية التي تحيط بها وتؤثر عليها، وتؤثر حركاتها المختلفة بالمناطق الأرضية التي من حولها فقد تشكل صدوعًا أو براكين أو غيرها من الأشكال المختلفة وفيما يأتي أنواع حدود الألواح التكتونية: [٣]
حدود متباعدة
تحدث الحدود المتباعدة عندما تتحرك لوحتان تكتونيتان عن بعضهما البعض، وعلى طول هذه الحدود تنتشر الحمم البركانية من الشقوق الطويلة وتنساب السخانات في الماء المحمص، وتضرب الزلازل المتكررة على طول الصدع، وتحت الصدع، ثم ترتفع الصهارة من الوشاح وتتسرب إلى الفجوة وتتصلب في صخرة صلبة، وتشكل قشرة جديدة على الحواف الممزقة للصفائح.
حدود متقاربة
عندما تجتمع وتتقارب صفحتان تُعرف هنا بحدود متقاربة، ويؤثر تقارب الصفيحتين المتصادمتين على حافة أحد الألواح أو كلاهما في سلسلة جبلية وعرة، وأحيانًا ينحني الآخر في خندق في قاع البحر العميق، وغالبًا ما تكون سلسلة من البراكين موازية للحدود، وسلسلة الجبال، والخنادق، وتشرح نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات أنه إذا كانت إحدى اللوحات المتصادمة مغطاة بقشرة محيطية، فإنها تضطر إلى النزوح إلى الوشاح حيث تبدأ في الذوبان، وترتفع الصهارة إلى داخل الصفيحة الأخرى وعبرها، متجمدة في قشرة جديدة.
حدود متحولة
اثنان من لوحات الانزلاق الماضي بعضها البعض يشكل حدود لوحة التحويل، ويتم تعويض الهياكل الطبيعية أو التي من صنع الإنسان التي تعبر حدود التحويل، حيث يتم سحق الصخور التي تبطن الحدود أثناء طحن الصفائح، مما يخلق وادي صدع خطي أو كانيون تحت البحر، وبينما تتكدس الصفائح وتقفز ضد بعضها البعض، تهز الزلازل منطقة حدودية واسعة.
تأثير الألواح التكتونية على حركة الأرض
تشير نظرية تكتونية الصفائح وزحزحة القارات أيضًا على أن القوة الدافعة وراء الصفائح التكتونية هي الحمل الحراري في الوشاح، حيث ترتفع المواد الساخنة بالقرب من قلب الأرض وتغرق صخور الوشاح الباردة، ويعتقد الباحثون أن محرك الحمل الحراري يضع الصفائح التكتونية من خلال الجمع بين الدفع والانتشار عند التلال الوسطى للمحيطات والسحب والهبوط نحو الأسفل في مناطق الإنجاب، وتمثل التلال الوسطى للمحيطات فجوات بين الصفائح التكتونية التي ترمى الأرض مثل طبقات على لعبة البيسبول، وتنفجر الصهارة الساخنة على التلال وتشكل قشرة محيطية جديدة وتدفع الألواح على حدة، وفي مناطق الاندساس تلتقي صفيحتان تكتونيتان وتنزلق إحداهما أسفل الأخرى إلى الوشاح، وهي الطبقة الموجودة أسفل القشرة.[١]