نظرية فرويد
12من اصل12
بدافع غريزي من ناحية، وبدافع التماهي بالأم، أي تكرر على الدمية ما كانت أمها تفعل بها، يعني أنها تعين الدمية مكانها، وتأخذ هي دور الأم. وهذه البادرة مهمة جدًا في تكوين ذاتية الطفل، سواء كان ذكرًا أم أنثى، على اعتبار أن هذه اللعبة هي مدخل نحو عالم الرموز.
فلعبة الدمية هذه، لا تأخذ مفهوم طلب الأب، إلا بعد أن تتكون شهوة القضيب. وتستمر عندها حتى بعد أن تتكون أنوثتها- ونرى الأم تمتلئ غبطة وسعادة، عندما ترزق طفلًا ذكرًا. فهذا الأخير لا يملؤها فرحًا بمقدار ما يعوض نقصانها الأساسي عن طريق التماهي به. كما حصل وذكرنا بالنسبة للمؤشر الأول للعبة الدمية.
وهكذا يقول فرويد: تدخل الطفلة المرحلة الأوديبية عن طريق ارتباطها بالموضوع الجديد: الطفل= فالوس([1]). ويميز فرويد، بين ما يحصل عند الطفل الذكر، وما حصل عند الطفلة. فعند الأول: عقدة الخصاء هي المؤشر الذي يمكنه من الخروج من عقدة أوديب. فخوفه على حرمانه من قضيبه يجعله يتحول عن الأم كغرض جنسي، ويستعيض عنها بأمنية الحصول على زوجة تحل محلها. وبزوال الرغبة المحرمة بالأم، تزول الأسباب التي تجعله مهددًا بالخصاء. ويقول فرويد في أحسن الحالات يتكون عند الطفل الأنا الأعلى الذي يرث كل معطيات عقدة أوديب، (أي أن ما ن تحريمًا خارجيًّا، يصبح تحريمًا داخليًّا يقتدى به ويتحكم بمسلكه الاجتماعي). أما بالنسبة للفتاة: فاكتشافها للخصاء يكون في حد ذاته الباب الأساسي المدخل للدخول في المرحلة الأوديبية. أي أن اكتشافها لخصائها يجعلها تتحول نحو الأب طالبة التعويض، وعندما يصبح الأب مطلبًا لها، تصبح الأم بحكم الضرورة منافسة.
فالمرحلة الأوديبية يقول فرويد: هي شاطئ الأمان الذي تخلد إليه، هربًا من هذا الواقع القاسي. فلذا لا يتوفر للفتاة نفس الشروط التي تدفع الفتى للخروج من العقدة الأوديبية. يقول فرويد: إنها تستمر معه فترة طويلة من الزمن حتى إلى ما بعد زواجها، وإذا ما تخلصت منها فخلاصها لا يكون إلا جزئيًّا؛