نظرية لاكان في الأوديب وعقدة الخصاء
3من اصل3
بمعنى أن أي دال آخر لا يمكن أن يفي المدلول حقه من التعبير. فهذا الفارق بين الدال والمدلول مستمر دائمًا رغم حلول الدوالي الأخرى، عبر السلسلة الدالة. ويعطي مثالًا على ذلك في مقالين: الأول “الرسالة المسروقة”()؛ والثاني(): وقد أوضحناها في الفصل السابق عن السفراء. فالدال بحسب تعريفه هو ممثل بالنسبة إلى المدلول… بغض النظر عن المعنى، فهو بارز ومستقل عن الجوانب الأخرى، ولا يرتبط إلا بالتعريف بالنسبة إلى دال آخر، كما هو الحال “لما يسمونه عادة السفرء”، فيقولون مثلًا: ممثل فرنسا. ماذا يفعل هؤلاء السفراء عندما يبحثون فيما بينهم؟ إن كل واحد لا يلعب دورًا بالنسبة للآخر إلا بما تقتضيه وظيفته كممثل صاف، لا يدخل في الاعتبار أي معنى خاص به. عندما يجتمع السفراء لحوار ما، فمن المفترض أن يمثلوا شيئًا ما، لا يأخذ بعين الاعتبار أية خصوصية لوجودهم، وهي بالطبيعي متقلبة، تتعدى حدود شخصه، لكي يقتصر دورهم على من يمثلوهم على فرنسا أو إنكلترا أو أميركا، الخ. هذا هو تعريف استقلالية الدال.
حتى في حوارهم فإنه من غير المسموح أن ينقل إلا ما تقتضيه وظيفته كدال صاف، فهو ليس ملتزمًا بأن يأخذ بعين الاعتبار حضور الآخر، كونه رجلًا ظريفًا أم لا… وكلمة ممثل (Representation) هي ما وردت عند فرويد، يجب أن يؤخذ بهذا المعنى. الدال يجب أن يتقيد بهذا النص، فهو بالطرف المتناقض للمعنى.
فالدال إذن هو التعبير المميز الذي يدخل في عملية الاتصال بالآخر، وهو ما يكون الذات في بنيتها. يعني أنها مركبة من سلسلة دلائل تتشابك فيما بينها، وليس لها وسيلة للتعبير إلا عن طريق الفعل اللغوي. لأن الكلام المعبر والمليء، هو الذي يأخذ صفة الفعل. هذا ما يتأكد لنا في العمل التحليلي، بالمقارنة مع الكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر، إنما إذا اقترب المريض من الكلام المعبر نراه يرتج في داخله ويهتز كل عضو في أحشائه، ويرتبك لسانه،