نظرية لاكان في الأوديب وعقدة الخصاء
7من اصل7
المرحلة الثانية: وهي أساسية، لأنها تمكن الطفل من التمييز بينه وبين الآخر، ويكتشف أن الصورة التي يراها في المرآة ليست إلا صورته، فيتماهى بها لكي تصبح النواة الأولية للأنا المخاطب. ولكي يتحقق له ذلك لا بد من مرجع يعرفه عليها. فالطفل المأخوذ بهذه الصورة إلى حد الدهشة التي يرى بها آخر يلتفت إلى من وراء الأم أو أي راشد آخر، متسائلًا عن ماهيتها، فيأتيه الجواب بأن هذا أنت. فهذا الاعتراف مهم جدًا، لأنه ينقله من الداخل المفكك إلى التقاط صورته في الخارج، مما يمكنه من تحديد موقعه الفضائي لكي يصبح أنا مخاطبًا يسقطه على الآخرين، ويتعامل معه من باب طرف ثالث؛ لذا نرى الطفل في أول تعامله مع هذا التماهي الذي يشير إليه باسم الغائب: وليد يريد أن يأكل، أو وليد مريض، وليد موجوع وهكذا…
وهذه المرحلة تبدأ بالتماهي بالصورة، يشير بها إلى ذاته قبل أن ينقلها من الخارج إلى الداخل لكي تصبح الأنا المعتمدة في المخاطبة. فبدلًا من أن يقول: وليد مريض، يصبح قوله: أنا مريض. فإدراكه لهذه الصورة عبر اعتراف الآخر به، يؤدي إلى التماهي الأولي، ينقله من حالة التفتت والعجز إلى حالة التكامل والوحدة الكلية في الشكل().