نقاش حول اللوحة التي تصور الحياة من دونِ وجودٍ للدين
الرسام الهولندي هيرونيموس بوش تصور عالماً بلا دين في لوحته الشهيرة “حديقة المباهج الأرضية”.
الجزء المركزي ل اللوح الثلاثي يبين ” كيف أن الإنسانية كانت لتكون بدون النزول للأرض، العيش في الجنة بلا معرفة الخطأ من الصواب”.
يقول عالم الأحياء فرانس دو وال، الذي ولد في نفس مدينة بوش أنه يرى الفنان جزء من التقاليد الأنسانية العريقة في هولندا التي ترجع أصولها الى إراسموس و سبينوزا.
يناقش وال أن السلوك الأخلاقي هو نتاج تطور في كتابه، قرد البونبو والملحد : البحث عن الإنسانية في الرئيسيات (أعلى رتبة في الثدييات)، الذي فيه يستكشف أمثلة على سلوكيات الإيثار في القرود مثل الشمبانزي، لذا هل من الممكن أن تحمل البشرية صفة الإيثار بلا الحاجة للدين؟ وال ينظر الى لوحة بوش بإنها خير مثال للإنسانية. ” بعض الناس يجدون هذه الرسومات مَرَضية أو مرعبة” كما يقول، ” لإنها تظهر مشاهد جهنمية، و لكن في الواقع حديقة المباهج الأرضية، أغلب اللوحة هي مبهجة.
يظن وال هناك حالة تشبه حال قردة البونبو حيث يفرح الناس في جميع الأنحاء في اللوحة المركزية، يشير وال “هناك في الحقيقة الآف البشر في اللوحة المركزية منهم من يمارس الجنس و منهم من لديه مغامرات أُخرى، هكذا ما ستبدو عليه البشرية بدون دين.
يقول وال: أنا بذاتي إنسان متحضر و ألجأ لبوش لأظهر الميول” المشابهة للرئيسيات ” لأنه غالباً ما يمثلهم بالرسوم.
تجري الآن في أوروبا الشمالية تجربة، حيث أن الغالبية العظمى من الناس هناك غير متدينين، إنهم يقولون أنهم ليسوا بمؤمنين، و لكنهم يمتلكون مجتمع ذو قيم و أخلاق حميدة أكثر مما أستطيع القول، و أنا الأن متفائل بأن الدين ليس ضروري بالحاجة، و لكني لا أستطيع أن اكون متاكد تماماً بسبب عدم وجود مجتمع بشري بغياب تام للدين فلن نستطيع ابداً اختبار هذه التجربة.