نكهة الفانيليا بدون تلوّث
تجعل الكميات القليلة من نكهة الفانيليا طعم المخبوزات والحلويات والآيس كريم ألذّ، إلّا أنّ إعداد هذه النكهة صناعياً وهو الأمر الأكثر شيوعاً حاليّاً للحصول عليها بأسعار معقولة يُنتج العديد من المياه العادمة التي يتوجّب معالجتها قبل التخلّص منها في المياه السطحية. يذكر تقرير فريق من الباحثين في مجلة أبحاث “الهندسة الصناعية والكيميائيّة” التابعة للجمعيّة الكيميائيّة الأمريكيّة ACS’ journal Industrial & Engineering Chemistry Research طريقة جديدة وصديقة للبيئة لصناعة الفانيلين Vanillin وهو مركب النكهة الأساسي في الفانيليا.
يطالب المستهلكين بمزيد من الأطعمة “الطبيعية” في السنوات الأخيرة، إلا أن أقل من %1 من نكهة الفانيليا المنتجة عالمياً تأتي من مصدرها الطبيعي الأصلي وهو نبات الفانيليا. يتمّ تصنيع الباقي من الجاياكول وهو مركب طليعي (Precursor) مشتق من البترول، حيث تشارك المركّبات الطليعيّة في التفاعل الكيميائي لتكوين مركب آخر، ومن “اللجنين” lignin وهو مركب كيميائي معقد يستخرج في أغلب الأحيان من الخشب وغيرها من المواد مثل روث البقر. تُعتبر مادّة الحفاز (Catalysts) وهي مادة كيميائية تضاف بكميات قليلة للتفاعل الكيميائي بهدف تسريعه والمستخدمة حالياً في تصنيع الفانيلين مادّة ملوثة ويمكن استخدامها مرة واحدة فقط. سعى “غاناباتي د. ياداف” و”شيفاجي ل. بهانواس” للتوصّل إلى طريقة محسنة لصنع هذه النكهة الشائعة.
قام الباحثون بصنع حفاز كيميائي عن طريق تغليف “هيدروتالسيت-Hydrotalcite” النحاس والألمنيوم بالسيليكا. أظهر الاختبار أنّ هذا الحفاز يشجّع فصل الفانيلين عن المركبات الأخرى. يعمل المحفز في الماء تحت ضغط الهواء المحيط، وقد ألغى هذا الحاجة إلى الخطوة الملوثة التي تحتوي على حمض الهيدروكلوريك والتي تعمل من خلالها التقنيات الموجودة حاليّاً. يمكن أيضاً إعادة هذا
الحفاز إلى حالته الطبيعيّة كي يتمّ استخدامه مرّة أخرى. يقول الباحثون أنه يمكن زيادة نطاق هذه العمليّة اقتصادياً لنهج أكثر ملائمة للبيئة عند تصنيع هذا المنتج تجاريّاً.
يتقدّم المؤلفون بالشكر للجنة المنح الجامعية في الهند و” ر.ت. مودي” وهي منحة الأساتذة المتميّزة من معهد التكنولوجيا الكيميائية وإدارة الهند للعلوم والتكنولوجيا لتمويل هذا البحث.