هبوط اضطراري 1من اصل5
السماء كانت حمراء كالجمر حينما مر بها ذلك الجسم الغريب الذي سيغير من تاريخ هذا الكوكب البائس . . جسم ليس له معالم عن بُعدٍ، ولكنه شيء مُخيف، وهذا الشيء المجهول ظلَّ يقترب من كوكب الأرض واحدة واحدة. . وإذ بسفينة فضاء تهبط علي كوكب الأرض.
بدأ يخرج من السفينة الفضائية صوتٌ عالٍ ثم أصبح الصوت مُخيفاً إلي أن ظهرت عاصفة رملية أثناء هبوط تلك السفينة الفضائية. . ثم هبط منها شخصٌ غريب الملامح، له هيئة وحجم وتكوين جسدي قريب من الأرضيين. . كان يشبه سُكَّان كوكب الأرض لكن بصورة مختلفة.
نظر هذا الفضائي للمكان باستغراب شديد وكأنه أتي إلي هذا الكوكب مُضطراً دون إرادة حُرَّة. . كان عطل بداخل السفينة هو ما أدي إلي هبوطه.
كان يحمل هذا الكائن الفضائي بيده مُنظاراً فوضعه علي عينه لمدة طويلة وكأنه يُريد تفقُّد المنطقة حوله، ثم المناطق المجاورة، وفجأة ألقي بمُنظاره علي الأرض غاضباً، وظل يصرخ طويلاً ويلقي برمال الأرض علي رأسه، وقال بصوت مكسور وحزين:
– يا للخسارة. . كوكب الأرض. . لقد انتهيت يا «ميلانوفيا».
استمر «ميلانوفيا» في غضبه ونظر للسماء وقال متمتماً لنفسه:
– يا إلهي. . أمن ضمن ثمانية كواكب بمجراتهم بنجومهم وشموسهم. . تتعطل بي المركبة فوق كوكب الأرض.
مرت مدة طويلة وهو ما زال جالساً أرضاً غاضباً ويُكرِّر نفس الكلمات التي تحمل غضباً شديداً لما هو عليه الآن. . ومع الوقت انخفضت نبرة صوته وهدأ أداؤئه الانفعالي وكأنه كاد أن يستسلم للأمر الواقع والأليم علي حد قوله لنفسه لاحقاً.
جاء عليه الليل وهو جالس علي الأرض جوار سفينته الفضائية، ثم أدرك أن لا مفر من هذا الواقع الأليم ولابُد أن يتعامل مع الموقف بحكمة أكثر، وتذكَّر حكمة مُعلمه حينما قال له: «إذا أردت أن تفعل شيئاً مستحيلاً اعتزم جيداً، واستخدم عقلك، وكن شجاعاً».
ابتسم «ميلانوفيا» وقال: شكراً قائدنا العظيم « لوسيف».