هدى شعراوي رائدة الحركة النسائية 2 – 5
ثم كانت المظاهرة النسائية الثانية في 20 مارس، وفيها خرجت السيدات من الباب الخلفي لمنزل هدى شعراوي حتى لا يثرن انتباه جنود الجيش البريطاني، ثم توجهوا سيرا على الأقدام، حاملات كتب عليها بالفرنسية والعربية “إننا نحتج على سفك دماء الأبرياء العزل من السلاح، ونطلب الاستقلال التام”. وقبيل وصولهن لبيت الأمة، حاصرهن الجيش البريطاني. ودام الحصار عدة ساعات.
وكانت هدى شعراوي اليد اليمنى لصفية زغلول- أم المصريين- ولكنها لم تواكبها في القيود والتقاليد التي تفرضها صفية على نفسها، بوصفها زوجة الزعيم. إنها حرة في أن تكون هي نفسها زعيمة، لكن على مستوى آخر غير المستوى السياسي. ومن هنا نشأت فكرة الاتحاد النسائي الذي شكلته هدى شعراوي في سنة 1923، وهو أول اتحاد معاصر في تاريخ المرأة المصرية أو العربية. وقد استفادت هدى، لدى تشكيل هذا الاتحاد، من مشاريع الاتحادات النسائية في الخارج، ولكنها لم تنقل عنها إلى الصيغة العامة. أما صيغة الاتحاد النسائي المصري الذي ظهر عام 1923 بزعامة هدى، فقد سيطرت عليه الروح المصرية الخالصة. وكان وجود هدى على رأس هذا الاتحاد، وفي قلب هذا الميدان، إحدى ضرورات نجاح المشروع. صحيح أن فكرة الاتحاد قد طرأت على خاطر سيدات مصريات من قبل، لكن الإمكانات التي أعطتها هدى شعراوي، كانت فوق قدراتهن جميعا.
لقد كانت هدى شعراوي فنانة تطبعا لا طبعا، إذ كان قصرها يضم مجموعات من التحف الفنية، كما أن مبنى الاتحاد النسائي، جاء تحفة فنية أخرى. ولقد حرصت هدى شعراوي على تشجيع إقامة المعارض الفنية.