هل أنت من الأمهات التي ينشدن الكمال؟ 2 – 3
أما إذا أجبت بنعم عن سؤال واحد- لنقل الخامس مثلا- فهذا يدل على قدر ما مكن كبرياء الأمهات، لم يصل بعد إلى درجة الخطر.
وإذا أجبت عن أكثر من سؤال، أو عنها جميعا بنعم، فحذار، إذ أنك أم تحركها النوايا الطيبة، وتقدرين المسئولية حق قدرها، ويملأ فؤادك الطموح والكبرياء، والحب، تجاه ولدك؛ ولكن هذه المشاعر الطيبة المبالغ فيها، تفضي إلى نتائج عكسية.
والواقع، إن السبيل القويم لتلقين التربية السليمة، هو معرفة حدود إمكانيات الأم، وكذلك إمكانيات الابن. ولا جدال في أنه من المستحب أن يكون الهدف مثاليا، وطموحا. ولكن الهدف إذا جاوز إدراك طاقة الأبوين والأولاد، فستظل دائما فغير راضين، لا نحن، ولا الأولاد.
لا ينكر أحد أن من حق كل أم، أن تطالب ابنها، بل ويجب عليها أن تطالبه، بحزم ومثابرة، بأن يسعى لهدف سام. بيد أن تحديد هذا الهدف، متوقف على ما يستطيع الابن تحقيقه، لا على ما نحلم به من آمال عريضة. وعلى الأمهات أن يدربن أنفسهن على النظر إلى حقيقة الأشياء ويحاولن أن يكون حبهن لأولادهن- بما فيهم من نقائص- حبا لا مغالاة فيه، مع تشجيعهم على النهوض من كبوتهم إذا أخطأوا، وإطرائهم عن كل مجهود يبذلونه، لا لما يحققونه من نجاح.
صحيح أن النتائج قد لا تكون انتصارات بالمعنى المطلق، إذ سيصادفهم دائما من هم أميز منهم، ممن يحصلون على نتائج أفضل، مقابل مجهود أقل. ولكن العبرة بما يصقل الأخلاق وليس بإرضاء الطموح الزائد.