تستطيع الأسرة والمدرية والمؤسَّسات في كل مكان تنمية القدرات والمهارات والعادات التي يتطلبها الإبداع لدى الأجيال الجيدة. إلا أنَّ ما يحدث حالياً هو أنَّ المناخ الأسري والمنظومة التعليمية وبيئة العمل في معظم الدول – حتى في الدول المتقدَّمة – تعرقل المبدعين وتحبط حماسهم وشغفهم. ولهذا وجب إحداث طفرة في كلَّ من الأساليب التربوية الأسرية والمنظومة التعليمية وعالم الأعمال، خصوصاً أنَّ الجيل الحال “المتصل الكترونياً” و “المتشابك اجتماعياً” قد ظهرت أمامه محفزَّات جديدة تماماً تختلف عن تلك التي كانت تحفزِّ الأجيال السابقة.
فأبناء الجيل الجديد لا يريدون أن يمارسوا أعمالاً ليسوا شغوفين بها، ولا أن يتبعوا الآخرين ويقلدوهم فيما يفعلون، بل يريدون أن يطرحوا الكثير من الأسئلة، وأن يشغلوا وظائف ومناصب ترضيهم ليس فقط من الناحية المادية، وإنما أيضاً من ناحية الهدف والرسالة والمردود المجتمعي.