بعد هذا الاستعراض للعقيدات التي يمكن أن تواجه دارس النظرية النسبية، تعود إلى التساؤل الذي طرحناه في بداية هذا المقال… هل لا تزال النظرية النسبية معقدة ونخبوية ولا يفهمها إلا أفراد معدودون حول العالم؟ هل ما كان صحيحًا في بداية القرن العشرين لا يزال صحيحًا اليوم بعد انقضاء قرن من الزمن على اكتشاف النظرية؟
-الإجابة هي لا بالطبع، حيث يوجد اليوم كثير من الباحثين من علماء الفيزياء والرياضيات الذين ينتجون أبحاثًا جديدة وعميقة حول النظرية النسبية، كما أن النظرية اليوم تدرس في آلاف الجامعات حول العالم، إضافة إلى ذلك فإنه يتوافر في المكتبات عديد من الكتب الشعبية والمتخصصة، التي تشرح النظرية بمختلف لغات العالم.
وإذا كان الإلمام العميق بالنظرية غير ممكن من دون دراسة بنيتها الرياضية المعقدة، فإن الإلمام بالمبدأ العلمي الذي تقوم عليه النظرية متيسر من دون الحاجة إلى الرياضيات.
وقد كان أينشتاين نفسه من المؤمنين بشدة ببساطة العلم (بالرغم من تحذيره لناشر كتابه حول النسبية من صعوبة فهم الكتاب!) حيث كان يرى أن النظريات العلمية يمكن فهمها وتبسيطها لعامة الناس من دون الحاجة إلى إغراقهم بالتعقيدات الرياضية التي لا يحتاج إليها سوى الباحث المتخصص.