إذا كنت قد انتهيت للتوّ من العمل في برنامجك المفضّل لتحرير الصور، وأصبحت مستعدًا لحفظ عملك الثمين أو تحفتك الفنيّة، فإنّك ستلاحظ خيارات عديدة من الامتدادات الخاصّة بالصور، والّتي يمكنك حفظ صورتك من خلالها. بعضها مشهورٌ جدًا وبعضها لم تسمع به الغالبيّة العظمى، هذه الامتدادات مثل (PNG)، و(tiff)، و(JPG)، وغيرها لم توضع عن عبث و إنّما لفائدة تتميّز من خلالها كل منها عمّن سواها من الامتدادات.
تعالوا معنا اليوم في رحلة نستعرض من خلالها هذه الامتدادات، ونسلّط من خلالها الضوء على الاختلافات بين هذه الامتدادات، ونبيّن كذلك نقاط قوة وضعف كل منها ولماذا علينا أن نختار أحدها على الآخر.
JPEG
اُشتقّ اسم الامتداد JPEG أو JPG من أربع كلمات (Joint Photographic Experts Group)، وهو يعني (المجموعة المشتركة لخبراء التصوير الفوتوغرافي)، وبعكس ما يبيّن هذا الاسم فأنت لست بحاجةٍ لتكون خبيرًا إذا ما أردت استخدام هذا الامتداد. يحجز هذا الامتداد مكانته بين الامتدادات الأخرى؛ بسبب شعبيته الكبيرة وهو شائع جدًا في عالم تخزين الصوّر.
يقف وراء شعبيّة صور JPG عدد من الأسباب، ولعلّ أهمها هو توفيرها للكثير من مساحة التخزين إذا ما قارناها مثلًا بالصوّر ذات امتدادات قديمة مثل bmp، فبالرغم من أنّ امتداد bmp جرى استخدامه على نطاق واسع نظرًا لتمتعه بالبساطة ولقدرته على التوافق عبر الأجهزة المختلفة، لكنّه تراجع أمام صور JPG بسبب قدرة هذه الأخيرة على توفير المساحة.
تستطيع صور JPG تقليص حجم الصور عن طريق خوارزمية معقدة بعض الشيء تُدعى خوارزمية الضغط المنقوص أو المُضيع (Lossy). تعتمد هذه الخوارزمية على عدم قدرة العين البشريّة على تمييز التفاصيل الدقيقة في الصور مثل: التدرّجات اللونيّة شديدة التقارب، أو مستوى السطوع في الصورة، وبالتالي تقوم الخوارزمية بحذف بعض البيانات الّتي تجدها غير مهمة، بحيث نحصل على حجم للصورة أقل بعشر مرّات من حجم الصورة الأصليّة.
لكن هناك عيب في صور JPG، فكما قلنا هذا النوع من الصور يحذف بعض التفاصيل من الصورة، وبالتالي لا يؤثر هذا كثيرًا على الصور الطبيعية أو صور الأشخاص، ولكن يؤثر بشكل أكبر على صور الشعارات التي تحوي حواف أو منحنيات، فتظهر مشكلة في الحواف والمنحنيات حيث تظهر وكأنّها مشوّهة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ صور JPG لا تتمتع بصفة الشفافيّة التي سنتكلم عليها لاحقًا، وهذه المشاكل ستجعلنا ننتقل إلى امتداد آخر من الصّور لربما يحلها لنا.
GIF
الامتداد الذي سننتقل له هو (Graphical Interchange Format)، والذي يختصر بكلمة مشهورة جدًا هي GIF. يُعتبَر هذا الامتداد مثاليّ للصور المصمّمة غير الطبيعية مثل: شعارات الشركات، والأيقونات حيث تقضي صور GIF على مشكلة تشوّه الحواف التي واجهناها مع صورJPG، وبالتالي تؤمن لنا حواف مثاليّة؛ لأنّها تعتمد على خوارزمية ضغط مختلفة عن خوارزمية الضغط المُضيع التي تعرفنا عليها سابقًا، هذه الخوارزمية تدعى (lossless) أي خوارزميّة الضغط غير المُضيع، ومن اسمها نستنتج أنّها لا تعتمد على حذف البيانات لإنقاص الحجم.
تتفوّق هذه الصّور كذلك في مجال الصور المتحركة، بحيث تظهر عدة صور متلاحقة بسرعة فتبدو وكأنّها تتحرك، وتتفوّق كذلك في تأمين ميّزة الشفافيّة التي افتقدناها في امتداد JPG.
بالرغم من تفوقها في الصّور المتحركة وموضوع الشفافيّة، إلّا أنّ صوّر GIF تنطوي على عيب كبير يتمثل في قدرتها فقط على إظهار صور تحتوي على 256 لون فقط، وهو رقم ضئيل للغاية إذا ما قارناه مع 16 مليون لون التي يمكن أن تؤمنها صور JPG. بسبب هذا العيب لا تتمكن صور GIF من إظهار الصوّر المعقدة والّتي تحوي عدد كبير من الألوان.
حان الوقت إذًا للانتقال إلى امتداد آخر علّه يحل لنا مشاكل صوّر JPG و صوّر GIF، أيّ أننا نبحث عن امتداد يؤمن لنا طيف واسع من الألوان بحيث لا تنقص الدقة من نقصان الحجم، وكذلك يوفر لنا ميّزة الشفافية.
PNG
الامتداد الّذي نتكلم عنه هو PNG، هذا الامتداد الذي تزداد شعبيته يوم عن يوم، والّذي يشتق اسمه من الكلمات (Portable Network Graphics)، وكما يوحي اسم هذا الامتداد فهو مثاليّ لإرسال الصور عبر الإنترنت. صور PNG يمكنها توفير الكثير من حجم التخزين دون حصول بعض التأثيرات الجانبيّة كما في الامتدادات السابقة التي تحدثنا عنها، حيث تعتمد على طريقة الضغط غير المُضيع فتتجاوز مشكلة الحواف المشوّهة وكذلك تؤمن لنا طيف واسع جدًا من الألوان يصل إلى الملايين، ولكن الحجوم التي توفرها أقل بقليل من الامتدادات السابقة.
بالإضافة إلى أنّ صور PNG تؤمن حجوم مثالية نسبةً إلى الدقة العالية فهي تؤمن ميّزة إضافية وهي الشفافيّة، وهذه الميّزة تؤمن مرونة كبيرة في كيفية استخدام الصورة.
بطبيعة الحال ليس الجميع يقلقون حول حجوم التخزين الكبيرة، حيث تُعتبر الدقة الكبيرة بالنسبة لهؤلاء هي الفيصل بغض النظر عن الحجم، فعلى سبيل المثال يبحث المصورون المحترفون عن الدّقة بشكل خاص، والقلائل منهم من ينظر إلى مشكلة الحجم، لذلك يوجد امتداد خاص بهذا الموضوع.
TIFF
نتكلم هنا حوّل امتداد tiff الذي يشتق اسمه من الكلمات (Tagged Image File Format)، وهو الامتداد ذو الشعبيّة الكبيرة بين المصورين المحترفين. يدعم امتداد tiff ضغط الصور كما يدعم الصور غير المضغوطة، كما يؤمن طيف واسع جدًا من الألوان مما يجعله مثالي للمصورين كما قلنا، وكذلك مثالي في مجال الطباعة. بما أنّنا ما زلنا نتكلم عن الدقة فيقودنا ذلك إلى امتداد آخر.
SVG
تتزايد شعبيّة هذا الامتداد بشكل ملحوظ؛ لأنّه ببساطة يحافظ على نفس الدقة للصورة مهما تغيّرت أبعادها. اسم هذا الامتداد يدل بالضبط على آلية عمله فهو يأتي من الكلمات (Scalable Vector Graphics).
RAW
يختلف هذا الامتداد عن الامتدادات السابقة فصور RAW لا تُعتبر صورة أساسًا وإنّما هو ملف يحمل المعلومات التي يمكن أن نستخلص منها الصورة. كلمة RAW تعني “خام”، وهي مكافئة للصور السلبيّة (Negative) التي كنا نتعامل معها مع أفلام التصوير القديمة، فالفلم القديم الذي يحوي الصور الخام يجب معالجته ومن ثمّ إظهار الصور بشكلها النهائي، وكذلك الحال تمامًا مع صوّر RAW.
هذه كانت أهم امتدادات الصور التي يتعامل معها الملايين يوميًّا حول العالم